المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 276

وحاورتنا فأطلت في غير ما طائل حوارنا .
قال حارثة : وإلى ذلك فجلّها الآن لي ـ فداك أبي وأمّي ـ .
قال العاقب : أفلح من سلّم للحقّ وصدع به ، ولم يرغب عنه ، وقد أحاط به علماً ، فقد علمنا وعلمت من أنباء الكتب المستودعة علم القرون وما كان وما يكون ، فإنّها استهلّت بلسان كلّ أمّة منهم معربة ، مبشّرة ، ومنذرة ; بأحمد النبيّ العاقب ، الذي تطبّق أمّته المشارق والمغارب ، يملك ـ وشيعته من بعده ـ ملكاً مؤجّلاً يستأثر مقتبلهم ملكاً على الأحمّ ۱ منهم بذلك النبيّ ، وتباعة وبيتاً ۲ يوسع من بعدهم أمّتهم عدواناً وهضماً ، فيملكون بذلك سبتاً ۳ طويلاً ، حتّى لا يبقى بجزيرة العرب بيتٌ إلاّ وهو راغبٌ إليهم ، أو راهبٌ لهم ، ثمّ يدال بعد لأي منهم ، ويشعث سلطانهم جدّاً جدّاً ، وبيتاً فبيتاً ، حتّى تجيىء أمثال النغف ۴ من الأقوام فيهم ، ثمّ يملك أمرهم عليهم عبداؤهم وقنيّهم ، يملكون جيلاً فجيلاً ، يسيرون في الناس بالقعسريّة ، خبطاً خبطاً ، ويكون سلطانهم سلطاناً عضوضاً ضروساً ، فتنقص الأرض حينئذ من أطرافها ، ويشتدّ البلاء وتشتمل ۵ الآفات ، حتّى يكون

1.أي أقربهم . لاحظ : غريب الحديث لابن قتيبة ۲/۲۰۷ .

2.أي على من كان أقرب منهم من جهة المتابعة ، والبيت . أي النسب ، وهذا إشارة إلى غصب الخلافة ، أي يستبدُّ بأمر الخلافة من لم يسبق له نصّ ولا فضيلة على من هو أقرب من ذلك النبيّ نسباً وفضلاً من كل أحد . كما أفاده العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بيانه هنا ]۲۱/۳۳۰[ .

3.سبتاً . أي دهراً . وقيل : أراد بالسبت مدّة من الأزمان ، قليلة كانت أو كثيرة ، كما في لسان العرب ۲/۳۸ و۴۵ و۳۶۶ ، ويأتي بمعنى : برهة ، كما في القاموس المحيط ۱/۱۴۹ . وغيره .

4.النغف ـ بالتحريك ـ : الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم . وفي طبعة ( ق ) : النعف ـ بالمهملة ـ . ولاحظ : كتاب العين ۴/۴۲۴ ، وغريب الحديث لابن سلام ۴/۲۰۴ ، وغريب الحديث لابن قتيبة ۱/۷۸ . وغيرها .

5.جاءت على بحار الأنوار نسخة بدل : وتشمل .

صفحه از 251