المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 277

الموت أعزَّ من الحياة الحمراء ، أو أحبّ حينئذ إلى أحدهم من الحياة إلى معافاة السليم ، وما ذلك إلاّ لما يُدْهَون به من الضرّ والضرّاء ، والفتنة العشواء ، وقوّام الدين يومئذ وزعماؤهم يومئذ أناسٌ ليسوا من أهله ، فيمجّ الدين بهم ، وتعفو آياته ، ويدبر تولّياً وإمحاقاً ، فلا يبقى منه إلاّ اسمه ، حتّى ينعاه ناعيه ، والمؤمن يومئذ غريب ، والديّانون قليل ما هم ، حتّى يستأيس الناس من رَوْح الله وفرجه إلاّ أقلّهم ، وتظنّ أقوام أن لن ينصر الله رسله ويحقّ وعده ، فإذا بهم الشصائب ۱ النقم ، وأخذ من جميعهم بالكظم . ۲ تلافى الله دينه ، وراش ۳ عباده من بعد ما قنطوا برجل من ذرّيّة نبيّهم أحمد ونجله ، يأتي الله عزّ وجلّ به من حيث لا يشعرون ، وتصلّي عليه السماوات وسكَّانها ، وتفرح به الأرض وما عليها من سوام وطائر وأنام ، وتخرج له أمّكم ـ يعني الأرض ـ بركتها وزينتها ، وتلقي إليه كنوزها وأفلاذ كبدها ، حتّى تعود كهيئتها على عهد آدم (عليه السلام) وترفع عنهم المسكنة والعاهات في عهده ، والنقمات التي كانت تضرب بها الأمم من قبل ، وتلقى في البلاد الأمنة ، وتنزع حمّة كلّ ذات حمة ، ومخلب كلّ ذي مخلب ، وناب كلّ ذي ناب . حتّى إنّ الجويريّة اللكاع ۴ لتلعب بالأفعوان ۵ فلا يضرّها شيئاً ، وحتّى يكون الأسد في

1.الشصائب . أي الشدائد ، كما في الصحاح ۱/۱۵۵ ، ولسان العرب ۱/۴۹۷ ، وتاج العروس ۱/۳۱۸ . وغيرها .

2.الكظم الإمساك على غيظوغمّ، كما في لسان العرب ۱۲/۵۳۰، ولاحظ: تاج العروس۹/۴۷. وغيره.

3.يقال : رشت فلاناً . أي أصلحت حاله ، وتأتي بمعنى أعانه وأغناه . لاحظ : تاج العروس ۴/۲۱۷ ، وفي كتاب العين ۶/۲۸۳ قال : ورشتُ فلاناً : إذا قوَّيته وأعنته على معاشه ، وارتاش فلان : حسنت حاله ، والرياش : اللباس الحسن .

4.رجل لكع . أي لئيم ، ويقال : هو العبد ذليل النفس ، وامرأة لكاع مثال قطام . قاله الجوهري في الصحاح ۳/۱۲۸ . ولاحظ : النهاية لابن الأثير ۴/۲۶۸ ، ومختار الصحاح : ۳۰۹ . وغيرهما .

5.الأفعوان ـ بضمِّ الهمزة والعين ـ : ذكور الأفاعي . وقال غير ذلك ابن منظور في لسان العرب ۳/۲۸۹ ، و۱۵/۱۵۹ ولاحظ : غريب الحديث لابن قتيبة ۲/۱۵۴ ، والنهاية لابن الأثير ۱/۵۷ .

صفحه از 251