المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 278

الباقر ۱ كأ نّه راعيها ، والذئب في البهم كأ نّه ربّها . ويظهر الله عبده على الدين كلّه ، فيملك مقاليد الأقاليم إلى بيضاء الصين ، حتّى لا يكون على عهده في الأرض أجمعها إلاّ دين الله الحقّ الذي ارتضاه لعباده ، وبعث به آدم بديع فطرته ، وأحمد خاتم رسالته ، ومَنْ بينهما من أنبيائه ورسله .
فلمّا أتى العاقب على اقتصاصه ۲ هذا ، أقبل عليه حارثة مجيباً، فقال : أشهد بالله البديع ـ يا أيُّها النبيه الخطير ، والعليم الأثير !ـ لقد ابتسم الحقّ بقلبك ۳ أشرق الجنان بعدل منطقك ، وتنزّلت كتب الله التي جعلها نوراً في بلاده ، وشاهدة على عباده بما اقتصصت من مسطورها حقّاً ، فلم يخالف طرس منها طرساً ، ولا رسم من آياتها رسماً ، فممّا بعد هذا ۴ ؟ !
قال العاقب : فإنّك زعمت زعمة أخا قريش ، فكنت بما تأثر من هذا حقّ غالط . قال : وبم ؟ ألم تعترف له بنبوّته ورسالته الشواهد ؟
قال العاقب : بلى ـ لعمر الله !ـ ولكنّهما نبيّان رسولان يعتقبان بين مسيح الله عزّ وجلّ وبين الساعة ، اشتقّ اسم أحدهما من صاحبه : محمّد وأحمد ، بشّر بأوّلهما موسى (عليه السلام)وبثانيهما عيسى (عليه السلام) فأخو قريش هذا مرسل إلى قومه ، ويقفوه من بعده ذو الملك الشديد ، والأكل الطويل ، يبعثه الله عزّ وجلّ خاتماً للدين ، وحجّة على الخلائق أجمعين ، ثمّ تأتي من بعده فترة تتزايل فيها القواعد من مراسيها ،

1.الباقر : جماعة البقر مع رعاتها ، كما في لسان العرب ۴/۷۳ .

2.في هامش البحار: في النسخة القديمة : افتصاصه ، بالفاء ، وفي القاموس : افتصَّه : فصله ، وما استفصَّ منه شيئاً : ما استخرج ، وتفصَّصوا عنه : تنادوا . وكأنَّ القاف أقل تكلُّفاً . منه ( عفي عنه(قدس سره) ) . انظر : القاموس المحيط ۲/۲۱۲ .

3.في بحار الأنوار : بقيلك .

4.قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في بيانه لها ۲۱/۳۳۱ : قوله : فممّا بعد هذا ؟ . أي فمن أيّ شيء ولأيّ سبب تتأمَّل في الإيمان بعد هذا البيان ؟ !

صفحه از 251