المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 279

فيعيدها الله عزّ وجلّ ، على الدين كلّه ، فيملك هو والملوك الصالحون من عقبه جميع ما طلع عليه الليل والنهار من أرض وجبل ، وبرّ وبحر ، يرثون أرض الله عزّ وجلّ ملكاً كما ورثها أو ملكها الأبوان ـ آدم ونوح (عليهما السلام)ـ يلقون ـ وهم الملوك الأكابر ـ في مثل هيئة المساكين بذاذةً واستكانةً ، فأولئك الأكرمون الأماثل ، لا يصلح عباد الله وبلاده إلاّ بهم ، وعليهم ينزل عيسى ابن البشر على آخرهم ، بعد مكث طويل ، وملك شديد ، لا خير في العيش بعدهم ، وتردفهم رجرجة ۱ طغام ۲ في مثل أحلام العصافير ، وعليهم تقوم الساعة ، وإنّما تقوم على شرار الناس وأخابثهم ، فذلك الوعد الذي صلّى به الله عزّ وجلّ على أحمد كما صلّى به على خليله إبراهيم (عليه السلام) في كثير ممّا لأحمد (صلى الله عليه وآله) من البراهين والتأييد الذي خبّرت به كتب الله الأولى .
قال حارثة : فمن الأثر المستقرّ عندك ـ أبا واثلة ! ـ في هذين الاسمين أنّهما لشخصين ; لنبيّين مرسلين ، في عصرين مختلفين ؟
قال العاقب ۳ : أجل . قال : فهل يتخالجك في ذلك ريب أو يعرض لك فيه ظنّ ؟ قال العاقب : كلاّ والمعبود ، إنّ هذا لأجلى من بوح ۴ ـ وأشار له إلى جرم الشمس المستدير ـ . فأكبَّ حارثة مطرقاً ، وجعل ينكت في الأرض عجباً ، ثمّ قال : إنّما الآفة ـ أيّها الزعيم المطاع ! ـ أن يكون المال عند من يخزنه لا من ينفقه ، والسلاح

1.في بحار الأنوار في بيانه عليه : الرجرجة : الاضطراب ، والجماعة الكثيرة في الحرب ، ومن لا عقل له . لاحظ : لسان العرب ۲/۲۸۱ ـ ۲۸۳ ، وتاج العروس ۲/۴۸ ـ ۴۹ . وغيرهما .

2.الطغام ـ كسحاب ـ : رذال الناس . وقيل : أوغاد الناس ، كما في كتاب العين ۴/۳۸۹ ، والصحاح ۵/۱۹۷۵ ، ولسان العرب ۱۲/۳۶۸ . وغيرها .

3.في طبعة ( ح ) : المعاقب ، وهو غلط .

4.اليوح : بالياء المثنّاة المضمومة ، والبوح بالباء الموحّدة المضمومة كلاهما اسم للشمس ، كما في لسان العرب ۲/۴۱۶ ، والمعروف أنّه بمعنى ظهور الشيء ، كما في كتاب العين ۳/۳۱۱ ، وله معان اُخر في القاموس المحيط ۱/۲۱۶ . وغيره .

صفحه از 251