المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 281

وإذا أنا لم أعلم إلاّ ما رويتُ فلا علمتُ ، أو لم يبلغك أنتَ عن سيّدنا المسيح ـ علينا سلامه ـ أنَّ لله عباداً ضحكوا جهراً من سعة رحمة ربّهم ، وبكوا سرّاً من خيفة ربِّهم ؟ ! قال : إذا كان هذا; فنعم . قال : فما هنا; فلتكن ۱ مراجم ظنونك بعباد ربِّك ، و عُدْ بِنا إلى ما نحن بسبيله ، فقد طال التنازع والخصام بيننا يا حارثة !
قالوا : وكان مجلساً ثالثاً في يوم ثالث من اجتماعهم للنظر في أمرهم .
فقال السيِّد : يا حارثة ! ألم ينبئك أبو واثلة بأفصح لفظ اخترق أُذُناً ، وعاد لك بمثله مخبراً ، فألفاك مع عزماتك بموارده حجراً ؟ ! وها أنا ذا أُؤكّد عليك التذكرة بذلك من معدن ثالث ، فأنشدك الله وما أنزل إلى كلمة من كلماته ، هل تجد في الزاجرة المنقولة من لسان أهل سوريا إلى لسان العرب ; يعني صحيفة شمعون بن حمون الصفا التي توارثها عنه أهل نجران ؟ !
قال السيِّد : ألم يقل ـ بعد نبذ طويل من كلام ـ : فإذا طبقت وقطعت الأرحام ، وعفت الأعلام ; بعث الله عبده الفارقليطا بالرحمة والمعدلة .
قالوا : وما الفارقليطا ، يا مسيح الله ؟ . قال : أحمد النبيّ الخاتم الوارث ، ذلك الذي يصلَّى عليه حيّاً ويصلَّى عليه بعد ما يقبضه إليه بابنه الطاهر الخابر ، ينشره الله في آخر الزمان بعد ما انفصمت عرى الدين ، وخبت مصابيح الناموس ، وأفلت نجومه . فلايلبث ذلك العبد الصالح إلاّ أمماً حتَّى يعود الدين به كما بدأ ، ويقرّ الله عزّ وجلّ سلطانه في عبده ، ثمّ في الصالحين من عقبه ، وينشر منه حتّى يبلغ ملكه

1.في بحار الأنوار : فلتكن ، وعليه نسخة بدل : فههنا فلتكن . ثم أورد نسخة بدل أخرى : فكف . وجاء في بيانه على قوله : فما هنا . أي فما قلت في هذا المقام من الظنون التي رجمت بها عباد ربك . ثم قال : وفي بعض النسخ ( فكفّ مراجم ) وهو أظهر . فقوله : فما هنا . أي : أيّ شيء كان هاهنا غير هذا الوجه . على الوجه الثاني ، و على الوجه الأول لمّا كان كلامه مشعراً بعدم صحة الخبر ، قال : فما هنا . أي انتسب إلى الكذب . ثم قال : وفي النسخة القديمة : فههنا فلتكن . وكأ نّه أصوب .

صفحه از 251