المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 282

منقطع التراب . قال حارثة : كلّ ما قد أشدتما بهذه المأثرة لأحمد (صلى الله عليه وآله)وكرَّرتما بها القول ، حقّ ۱ لا وحشة من الحقّ ، ولا أنس في غيره ، فَمَهْ ؟ ! قال السيِّد : فإنّ من الحقّ أن لا حظّ في هذه الأكرومة لأبتر . قال حارثة : إنّه لكذلك ، وليس بمحمّد ! قال السيِّد : إنَّك ما علمت إلا لدّاً ، ألم يخبرنا سفرنا وأصحابنا في ما تجسّسنا من خبره أنَّ ولديه الذكرين ـ القرشيّة والقبطيّة ـ بادا ، وغودر محمّد كقرن الأعضب موف على ضريحه ، فلو كان له بقيّة لكان لك بذلك مقالاً ، إذا ولّت أنباؤه الذي تذكر . قال حارثة : العبر ـ لعمر الله ! ـ كثيرة ، والاعتبار بها قليل ، والدليل موف على سنن السبيل إن لم يَعشُ عنه ناظر ، وكما أنَّ أبصار الرمدة لا تستطيع النظر في قرص الشمس لسقمها ، فكذلك البصائر القصيرة لا تتعلّق بنور الحكمة لعجزها ، ألا ومن كان كذلك فلستماه ـ وأشار إلى السيِّد والعاقب ـ إنَّكما ـ ويمين الله ـ لمحجوجان بما آتاكما الله عزّ وجلّ من ميراث الحكمة ، واستودعكما من بقايا الحجّة ، ثمّ بما أوجب لكما من الشرف والمنزلة في الناس ، فقد جعل الله عزّ وجلّ من آتاه سلطاناً ملوكاً للناس وأرباباً ، وجعلكما حكّاماً وقوّاماً على ملوك ملّتنا وذادة لهم ، يفزعون إليكما في دينهم ولا تفزعان إليهم ، وتأمرانهم فيأتمرون لكما ، وحقّ لكلّ ملك أو موطَّأ الأكناف أن يتواضع لله عزّ وجلّ ، إذ رفعه ، وأن ينصح لله عزّ وجلّ في عباده ، ولا يدّهن في أمره ، وذكرتما محمّداً بما حكمت له الشهادات الصادقة ، وبيَّنته فيه الأسفار المستحفظة ، ورأيتماه مع ذلك مرسلاً إلى قومه لا إلى الناس جميعاً ، وأن ليس بالخاتم الحاشر ، ولاالوارث العاقب لأنّكما زعمتماه أبتر . أليس كذلك ؟ ! . قالا : نعم . قال : أرأيتكما لو كان له بقيّة وعقب هل كنتما ممتريان ـ لما تجدان وبما تكذّبان من الوراثة والظهور على النواميس ـ أَ نَّه النبيّ

1.ما ورد في بحار الأنوار هو : قال حارثة : . وحكى في هامشه عن المصدر : كلّها قد أنشدتما حق ولا وحشة ، واحتمل أنّه مصحَّف : كل ما قد أنشدتما . أقول : يقال : أشاد بذكره : رفعه بالثناء .

صفحه از 251