المباهلة برواية صاحب الإقبال - صفحه 283

الخاتم ، والمرسل إلى كافّة البشر ؟ قالا : لا . قال : أفليس هذا القيل لهذه الحال مع طول اللوائم والخصائم عندكما مستقرّاً ؟ قالا : أجل . قال : الله أكبر ! قالا : كبّرت كبيراً ، فما دعاك إلى ذلك ؟ قال حارثة : الحقّ أبلج ، والباطل لجلج ، ولنقل ماء البحر ولشقّ الصخر أهون من إماتة ما أحياه الله عزّ وجلّ وإحياء ما أماته . الآن ; فاعلما أنَّ محمّداً غير أبتر ، وأَ نَّه الخاتم الوارث ، والعاقب الحاشر حقّاً ، فلا نبيَّ بعده ، وعلى أمّته تقوم الساعة ، ويرث الله الأرض ومن عليها ; وأنَّ من ذريته الأمير الصالح الذي بيَّنتما ونبَّأتما أَ نَّه يملك مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهره الله عزّ وجلّ بالحنيفيّة الإبراهيميّة على النواميس كلّها ؟ قالا : أولى لك يا حارثة ! ۱ لقد أغفلناك ۲ وتأبى إلاّ مراوغة كالثعالبة ، فما تسأم المنازعة ، ولا تملّ من المراجعة ، ولقد زعمت مع ذلك عظيماً . فما برهانك به ؟ ! قال : أما ـ وجدِّكما ـ لأنبئكما ببرهان يجير من الشبهة ، ويشفى به جوى الصدور . ثمّ أقبل على أبي حارثة حصين بن علقمة شيخهم وأسقفهم الأوّل . فقال : إن رأيت ـ أيُّها الأب الأثير ـ أن تؤنس قلوبنا وتثلج صدورنا بإحضار الجامعة والزاجرة .
قالوا : وكان هذا المجلس الرابع من اليوم الرابع وذلك لمَّا حلّقت الشمس ۳ وفي زمن قيظ شديد . فأقبلا على حارثة . فقالا : أرجِ هذا إلى غد ، فقد بلغت القلوب منّا الصدور .

1.جاء في هامش طبعة ( ح ) عند قوله : أولى لك يا حارثة ! . : تهديد ووعيد . ومثله في بيان بحار الأنوار ، بمعنى قاربه ما يهلكه .

2.قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بيانه ]۲۱/۳۳۳[ : أغفلناك . أي تركناك . ثمَّ قال : وفي بعض النسخ : أعقلناك . من أعقله . أي وجده عاقلاً . ثمَّ قال : وفي بعضها : أعضلناك ، يقال : أعضلني فلان . أي أعياني أمره ، وعضَّلت عليه تعضيلاً : إذا ضيّقت عليه في أمره . ولاحظ : لسان العرب ۱۱/۴۵۲ . وغيره .

3.في بيان العلاّمة المجلسي (رحمه الله) قوله : وتحليق الشمس : ارتفاعها .

صفحه از 251