أعمال مساجد الكوفة - صفحه 81

عَمْدا، أوْ مِنْ تَوَجُّهي إلى مَعْصِيَتِكَ قَصْدا، أوْ مِنْ عُكُوفي عَلَى الحَرامِ بِما لَوْ كانَ حَلالاً لَما أقْنَعَني، فَسُبْحانَكَ ۱ ما أظْهَرَ حُجَّتَكَ عَلَيَ، وَأَقْدَمَ صَفْحَكَ عَنِّي، وَأكْرَمَ عَفْوَكَ عَمَّنِ اسْتَعانَ بِنِعْمَتِكَ عَلى مَعْصِيَتِكَ، وَتَعَرَّضَ لَكَ عَلى مَعْرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطْشِكَ، وَصَوْلَةِ سُلْطانِكَ، وَسَطْوَةِ غَضَبِكَ .
إلهي، مَا أشَدَّ اسْتِخْفافي بِعَذابِكَ ۲ إذ بالَغْتُ في إسْخاطِك، وَأَطعْتُ الشَّيْطانَ، وَأمْكَنْتُ هَوايَ مِنْ عِناني، وَسَلِسَ لَهُ قِيادي، فَلَمْ أعْصِ الشَّيْطانَ وَلا هَوَايَ رَغْبةً في رِضاكَ، وَلا رَهْبَةً مِن سَخَطِكَ، فَالوَيْلُ لي مِنْكَ، ثُمَّ الوَيْلُ، اُكْثِرُ ذِكْرَكَ في الضَّرَّاءِ، وَأغْفَلُ عَنْهُ في السَّرَّاءِ، وَأخِفُّ في مَعْصِيَتِكَ، وَأَثَّاقَلُ عَنْ طاعَتِكَ، مَعَ سُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيَ، وَحُسْنِ بَلائِكَ لَدَيَّ، وقِلَّةِ شُكْري، بَلْ لا صَبْرَ لي عَلى بَلاءٍ، ولا شُكر لي عَلى نَعْماءٍ .
إلهي، فَهذا ثَنائي عَلى نَفْسي، وَعِلْمُكَ بِما حَفِظْتُ وَنَسِيتُ، وَمَا استَكَنَّ في ضَميري مِمَّا قَدُمَ بهِ عَهْدي وَحَدَثَ مِنْ كَبائِرِ الذُّنوبِ وَعَظائِمِ الفَواحِشِ الَّتي جَنَيْتُها أكْثَرُ مِمَّا نَطَقَ بِهِ لِساني، وَأتَيْتُ ۳ بهِ عَلى نَفْسي .
إلهي، وَهَا أنَاذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِخَطائي، وَهاتانِ يَدايَ سِلْمٌ لَكَ، وَهذِهِ رَقَبَتي خاضِعَةً بَيْنَ يَدَيْكَ لِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، أيا حُبَّةَ قَلْبي، تَقَطَّعَتْ مِنِّي ۴ أسْبابُ الْخَدائِعِ، واضَمَحَلَّ عَنِّي كُلُّ باطِلٍ، وَأسْلَمَني الْخَلْقُ، وَأفْرَدَنِي الدَّهْرُ، فَقُمْتُ هَذَا المَقامَ، وَلَوْ لا ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَ ـ يا سَيِّدي ـ ما قَدَرْتُ عَلى ذلِكَ .
اللَّهُمَّ فَكُن غافِرا لِذَنْبي، وَرَاحِما لِضَعْفي، وَعافِيا عَنِّي، فَما أوْلاكَ بِحُسْنِ النَّظَرِ ۵ لي ، وَبِعِتْقي إذ مَلَكْتَ رِقِّي، وَبِالْعَفْوِ عَنِّي إذْ قَدَرْتَ عَلَى الانتِقامِ مِنِّي .
إلهي وَسَيِّدي، أتَراكَ راحِما تَضَرُّعي، وَناظِرا ذُلَّ مَوْقِفي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَوَحْشَتي مِنَ النَّاسِ، وَاُنْسي بِكَ يا كَريمُ؟ لَيْتَ شِعْري أبِغَفَلاتي ۶ مُعْرِضٌ أنْتَ عَنِّي، أمْ ناظِرٌ إلَيَ؟ بَلْ لَيْتَ شِعْري كَيْفَ

1.كذا في المصباح، وفي الأصل والبحار: فَسُبحانَ .

2.كذا في البحار، وفي الأصل والمصباح: اسْتِحْقاقي لِعَذابِكَ .

3.في الصحيفة العلويّة : أثْنَيْتُ .

4.البحار: ـ منّي .

5.كذا في المصباح والبحار، وفي الأصل: الظنّ .

6.في المصباح: أفي غفلاتي .

صفحه از 120