الْعالَمينَ، وَبِالحَسَنِ وَبِالْحُسَيْنِ ^۱ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ، وَبِالأَئِمَّةِ الصَّادِقينَ الطَّاهِرينَ الَّذينَ أوْجَبْتَ حُقوقَهُمْ، وافْتَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وقَرَنْتَها بِطاعَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أجْمَعينَ، فَلا شَيْءَ لي غَيْرَ هذا، وَلا أجِدُ أمْنَعَ لي مِنْهُ .
اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ في مُحْكَمِ كِتابِكَ النَّاطِقِ، عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ الصَّادِقِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ»^۲ ، فَها أنَا يا رَبِّ مُسْتَكينٌ، مَتَضَرِّعٌ إلَيْكَ، عائِذٌ بِكَ، مُتَوكِّلٌ عَلَيْكَ .
وَقُلْتَ يا سَيِّدي ومَوْلايَ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّـلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا»^۳ وَأنَا يا سَيِّدي أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ ^۴ ، وَأبُوءُ بِذَنْبي، وَأعْتَرِفُ بِخَطيئَتي، وَأسْتَقيلُكَ عَثْرَتي، فَهَبْ لي ما أنْتَ بِهِ خَبِيرٌ .
وَقُلْتَ ـ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أسْماؤُكَ ـ : «يَـعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»^۵ فَلَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ . أنَا ـ يا سَيِّدي ـ المُسْرِفُ عَلى نَفْسي، قَدْ وَقَفْتُ مَوْقِفَ ^۶ الأذِلاَّءِ المْذْنِبِينَ الْعاصِينَ، المُتَجَرِّئينَ عَلَيْكَ، الْمُسْتَخِفِّينَ بِوَعْدِكَ وَوَعيدِكَ، اللاهينَ عَنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، فَأيُ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْكَ، وَأَيُ تَغْرِيرٍ ^۷ غَرَّرْتُ بِنَفْسي؟ فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنْبي، المُرْتَهِنُ بِعَمَلي، المُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدي، المُتَهَوِّرُ في خَطيئَتي، الغَريقُ في بُحورِ ^۸ ذُنُوبي، المُنْقَطَعُ بي، لا أجِدُ لِذُنُوبي غافِرا، وَلا لِتَوْبَتي قابِلاً، وَلا لِنِدائي سامِعا، وَلا لِعَثْرَتي مُقيلاً، وَلا لِعَوْرَتِي ^۹ ساتِرا، وَلا لِدُعائي مُجيبا غَيْرَكَ .