أعمال مساجد الكوفة - صفحه 97

قَدْ تَرى ـ يا إلهي ـ فَيضَ دَمْعي مِنْ خِيفَتِكَ، وَوَجِيبَ قَلْبي ۱
مِنْ خَشْيَتِكَ، وَانْتِقاضَ ۲ جَوارِحي مِنْ هَيْبَتِكَ ۳ ؛ كُلُّ ذلِكَ حَياءً مِنِّي بِسُوءِ عَمَلي، وَلِذلِكَ خَمَدَ ۴ صَوْتي عِنِ الْجَأْرِ ۵ إلَيْكَ، وَكَلَّ لِساني عَنْ مُناجاتِكَ .
يا إلهي، فَلَكَ الْحَمْدُ، فَكَمْ مِنْ عائِبَةٍ سَتَرْتَها عَلَيَ فَلَمْ تَفْضَحْني، وَكَمْ مِنْ ذَنْبٍ غَطَّيْتَهُ عَلَيَ فَلَمْ تَشْهَرْني، وَكَمْ مِنظ شائِبَةٍ ۶ ألْمَمْتُ بِها فَلَمْ تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَها، وَلَمْ تُقَلِّدْني مَكْرُوهَ شَنارِها ۷ ، وَلَمْ تُبْدِ سوْءاتِها لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعائِبي مِنْ جِيرَتي وَحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ عِنْدي، ثُمَّ لَمْ يَنْهَني ذلِكَ عَنْ أنْ جَرَيْتُ ۸ إلى سُوءِ ما عَهِدْتَ مِنِّي .
فَمَنْ أجْهَلُ مِنِّي ـ يا إلهي ـ بِرُشْدِهِ؟! وَمَنْ أغْفَلُ مِنِّي عَنْ حَطِّهِ؟! وَمَنْ أبْعَدُ مِنِّي مِنِ اسْتِصْلاحِ نَفْسِهِ حِينَ اُنْفِقُ ما أجْرَيْتَ عَلَيَ مِنْ رِزْقِكَ فيما نَهَيْتَني عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ؟! وَمَنْ أبْعَدُ غَوْرا ۹ فِي الْباطِلِ، وَأشْدُّ إقْداما عَلَى السُّوءِ مِنِّي حِينَ أقِفُ بَيْنَ دَعْوَتِكَ وَدَعْوَةِ الشَّيْطانِ، فَأتَّبِعُ دَعْوَتَهُ عَلى غَيْرِ عَمىً مِنِّي في مَعْرِفَةٍ بِهِ، وَلا نِسْيانٍ مِنْ حِفْظي لَهُ؟! وَأنَا حِينَئَذٍ مُوقِنٌ بِأنَّ مُنْتَهى دَعْوَتِكَ إلَى الْجَنَّةِ، وَمُنْتَهى دَعْوَتِهِ إلَى النَّارِ .
سُبْحانَكَ ما أعْجَبَ ما أشْهَدُ بِهِ عَلى نَفْسي، وَاُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُومِ أمْري! وَأعْجَبُ مِنْ ذلِكَ أناتُكَ ۱۰ عَنِّي، وَإبْتاؤُكَ عَنْ مُعَاجَلَتي! وَلَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمي عَلَيْكَ، بَلْ تَأنِّيا مِنْكَ لِي، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَيَ؛ لأِنْ أرْتَدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ المُسْخِطَةِ ۱۱
، وَاُقْلِعَ عَنْ سَيِّئاتي المُخْلِقَةِ، وَلأِنَّ عَفْوَكَ عَنِّي أحَبُّ

1.وجيب القلب: خفقانه واضطرابه .

2.الصحيفة: وَانْتِقاضَ .

3.إلى هنا انتهى ما في مصباح الزائر وبحار الأنوار . وأورده إلى هنا أيضا في: فضل الكوفة ومساجدها، ص ۶۹؛ مزار الشهيد، ص ۲۴۷ .

4.خمد: سكن .

5.الجأر : رفع الصوت ، والاستغاثة .

6.الشائبة: القبيحة .

7.الشنار: العيب، والفضحية، والعار .

8.كذا في الصحيفة، وفي الأصل: أجْرَيْتُ .

9.الغَوْر : العمق .

10.الأناة: الحِلم .

11.المسخِطة: الموجبة لغضبك .

صفحه از 120