منتخبات نسمات الأسحار - صفحه 142

فلمّا كان بعد أربعة أشهر ومحمّد صلى الله عليه و آله يأكل مع عمّه أبي طالب [إذ] نظر إليّ وقال: يا اُمّي، مالي أراك حائلة اللون؟، فقلت: إنّي حملت، فقال محمّد صلى الله عليه و آله / 7 / لأبي طالب: إن كانت حاملاً باُنثى فزوّجنيها، فقال أبو طالب: إن كان حملها ذكراً فهولك عبد، وإن كانت اُنثى فهي لك جارية وزوجة.
قالت: فلمّا وضعتُه جعلته في غشاوة، فقال أبو طالب: لاتنعّوها عنه حتّى يجيء محمّد فيأخذ حقّه. فجاء محمّد صلى الله عليه و آله ففتح الغشاوة، فأخرج بيده منها غلاماً حسناً [فغسّله بيده ]وسمّاه وعليّاً، وبصق في فيه وأصلح أمره، ثمّ ألقمه لسانه الشريف، فما زال عليّ رضى الله عنهيمصّه حتّى نام.
فلمّا كان من الغد طلبنا له ظِئْراً ـ بكسر الظاء المعجمة وسكون الهمزة: مرضعة ـ فأبى أن يقبل ثدي أحد، فدعونا محمّداً صلى الله عليه و آله فألقمه لسانه الشريف فنام، وكان كذلك ما شاء اللّه عز و جل .۱

[إمام البررة وقاتل الكفرة]

وروى الثعلبي في تفسيره ۲ بإسناده عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال: بينا عبد اللّه بن عبّاس رضى الله عنه جالس على شفير زمزم يقول: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله » إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عبّاس رضى الله عنهلايقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله [إلّا وقال الرجل: قال رسول اللّه ]فقال ابن عبّاس: سألتك باللّه من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه فقال: يا أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبوذر الغفاري، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهاتين وإلّا صُمّتا، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا، يقول: عليّ إمام البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله۳، أما إنّي صلّيت مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله

1.ومثله في تفسير آية المودة للخفاجي، ص ۲۶۹ ط ۲ آخر الكتاب، ولم يذكر مصدره.

2.المسمّى بالكشف والبيان ج ۱ / ق ۷۴ / أ وعنه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ، ح ۱۳؛ والحموئي في فرائد السمطين باب ۳۹ من السمط الأوّل. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل، ح ۲۳۵ بسنده إلى الأعمش.

3.هذا الحديث النبوي سيأتي قريباً برواية الحاكم عن جابر.

صفحه از 302