منتخبات نسمات الأسحار - صفحه 239

الحمدللّه المتوحّد بالجلال، المتفرّد بالكمال، الّذي ليس كمثله شيء، ألا هو خالق العباد، وألهمهم الثناء عليه، فسبّحوه بحمده وقدّسوه، وهو اللّه الّذي لا إله إلّا هو، أمر عباده بالنكاح فأجابوه، والحمد للّه على نعمه وآلائه، وهو المتطوّل بإحسانه وصفاته وأسمائه .
وأشهد أن لا إله إلّا اللّه شهادة تبلغه وترضيه، وتجير قائلها وتقيه،«يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ * وَ صَـحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ»۱.
واُصلّي واُسلّم على سيّدنا محمّد النبيّ الّذي انتخبه لوحيه وترضّيه!، صلاة تبلغه الزلفى وتحظيه، ورضي اللّه عن أصحابه وآله الطيبين الطاهرين، صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.
أما بعد فإنّ النكاح / ۴۱ / ممّا قضى اللّه وأذن فيه، وإنّي عبد اللّه ابن عبده وأمته، الراغب إلى اللّه ، الخاطب خير نساء العالمين، فاطمة بنت خير المرسلين، وقد بذلت لها من الصداق أربعمئة درهم، عاجلة غير آجلة، على سنّة مَن مضى من المرسلين والنبيين.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : قد زوّجتُ منك فاطمة يا عليّ، وزوّجك اللّه إيّاها واختارك ورضيك. فقال عليّ: قبلتها منك ومن اللّه يا رسول اللّه .
فلمّا سمعت فاطمةُ بأنّ أباها زوَّجها وجعل الدراهم مهراً لها، قالت: يا أبت، إنّ بنات الناس يزوّجوهنّ على الدراهم والدنانير، فلِمَ زوّجتَ بنتك على الدراهم؟ فما الفرق بينك وبين سائر الناس؟! فاسأل اللّه أن يجعل مهري شفاعةً لعصاة اُمّتك يوم القيامة.
فنزل جبريل عليه السلام من فوره وبيده حريرة مكتوب فيها: قد جعل اللّه تعالى مهر فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفى شفاعةً لاُمّته العاصية.
فأوصت السيدة فاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ وقت خروجها من الدنيا بأن نجعل تلك الحريرة في كفنها وقالت: إذا حُشرتُ يوم القيامة أرفع هذه الحريرة إلى اللّه جلّ جلاله، وأشفع في عصاة اُمّة أبي .
قال في المحاسن ۲ : رأيت في عقائق الحقائق ۳ أنّ فاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ بكت ليلة

1.سورة عبس ، الآية ۳۶ .

2.ومثله في نزهة المجالس، ص ۵۷۵.

3.في كشف الظنون، ج ۲، ص ۱۱۴۹: عقائق الحقائق لأبي النجم ركن الدين... الخطيب المغربي... وهو كتاب في الموعظة، إلّا أنّه غير مصون عن الحشو، ذكره الشيخ بهاء الدين بن يوسف في تفسير سورة يوسف.

صفحه از 302