منتخبات نسمات الأسحار - صفحه 243

لأني بضعة من رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فقالت عائشة: أمّا في الدنيا فالأمر كما تقولين، وأمّا في الآخرة فأكون مع النبيّ[ صلى الله عليه و آله ]في درجته، وأنت مع عليّ في درجته، فانظري إلى الفضل بين الدرجتين، فسكتت فاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ عجزاً عن الجواب، فقامت عائشة وقبّلتْ رأسها وقالت: ليتني [كنت ]شعرة في رأسك.
قال ابن الملقّن: وهذا لا يوجب / 43 / التفضيل. 1
وقال ابن دحية في كتاب مرج البحرين:
ذكر بعض الجهلة أنّ عائشة أفضل من فاطمة؛ واستدلّ بأنّها مع النبيّ صلى الله عليه و آله في الجنّة، وهذا لا يوجب التفضيل.
قلت: كون عائشة مع النبيّ صلى الله عليه و آله في الجنّة لا يوجب تفضيل عائشة على فاطمة رضي اللّه عنها ، بل ولا مزيّة لعائشة في تلك المعية، بل جميع 2 زوجاته صلى الله عليه و آله معه في الجنّة.
قال العارف باللّه الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه كوكب المباني وموكب المعاني 3 ] في [شرح صلاة الشيخ عبد القادر الگيلاني عن ابن حجر الهيتمي في شرحه على همزية المديح النبوي ما نصه: صحّ 4 عنه صلى الله عليه و آله أنّ اللّه تعالى لم يزوّجه إلّا مَن ستكون معه في الجنّة، وظاهره أنّ مَن تَزوَّجها ولم يدخل بها لايحصل له هذا الشرف وينبغي تخريجه على حرمتها على غيره، فإن قلنا تحرم ـ وهو الأصح ـ حصل لها ذلك الشرف، أو تحلّ لم يحصل، واللّه أعلم.
فعلم من ذلك أن لا مزيّة لها بتلك المعية عن غيرها من نسائه، وكون أزواجه معه في الجنّة، فلا يقتضي تفضيلهنّ على فاطمة بضعته صلى الله عليه و آله ؛ لأنها بهذا الاعتبار أفضل نساء العالمين حتّى مريم إذا قلنا بعدم نبوّتها. 5

1.في هامش الصفحه ۴۵ من الأصل ورد تعليق لا يكاد يقرأ .

2.أنّى لك هذا، فالقرآن ينفي هذه الملازمة، والسنّة الصحيحة لا تتعدّى القرآن .

3.ذكره إسماعيل باشا في ذيل كشف الظنون، ج ۴، ص ۳۹۴.

4. «وإن هم إلّا يظنون» .

5.وهذا هو مذهب أهل البيت في أن فاطمة وأباها وبعلها وابنيها سادات البشر على الإطلاق من الأولين ف والآخرين، ويؤيده الكثير من الأحاديث النبوية.

صفحه از 302