يا معشر الحواريّين، تنظّفوا بالحكمة التي جعل اللّه لكم في قلوبكم؛ ولاتدنّسوا أبدانكم بعرض الدنيا، يا ملح [ظ] الدنيا لا تفسُدا، واعلموا أنّ هذه الحكمة تنوّر القلوب إذا وافقها العمل، فلا تفسُدوا فتُفسِدوا الناس، وإنّ مَثَل الحكيم الّذي يعمل بحكمته كمثل الشمس تضيء للخلائق ولا تُحرق نفسها، وإنّ مثل الحكيم الّذي لا يعمل بحكمته كمثل السراج يضيء من حوله ويُحرق نفسه، ومثل الحكيم الّذي يعمل بحكمته كمثل الاُترجّة ريحها طيّب وطعمها طيّب، وإنّ مثل الحكيم الّذي لا يعمل بحكمته كمثل الدِّفلَى ورقها حسن وطعمها مُرٌّ، وإنّ مجالسة المؤمن الحكيم كمجالسة المسك إن لم يُصبك منه شيءٌ أصابك ريحه، وإنّ مجالسة الرجل السوء بمنزلة مجالسة التين! إن لم يصبك شرره [ظ] أصابك دخانه، فإياكم ومجالسة أهل المعاصي.
يا معشر الحواريّين، لا تصفّوا البعوض عن شرابكم وتسترطوا الفيلة [كذا]، تنزعون القَذى من أعين الناس وتدَعون العِراض في أعينكم، تنظرون في ذنوب الناس كأنكم أرباب، لا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب، وانظروا في ذنوبكم كالعبيد، ما الناس إلّا كالرجلين مبتلىً ومعافى ، فارحموا صاحب البلاء، واحمدوا اللّه على العافية.
يا بني إسرائيل، لا تجالسوا الملوك على موائدهم، ولا تأكلوا ما يأكلون، ولا تلبسوا ما يلبسون، ولا تركبوا ما يركبون؛ فإنّ ذلك ضِعة لكم عند اللّه ، ونقصٌ في الدرجات.
يا بني إسرائيل، ما يغني البيت المظلم السراج على ظهره وباطنُه مظلم، فابدؤوا ببيوتكم فأسرجوا فيها قبل أن ينتهب ما فيها فتخرب، ولا تعطوا الناس سرجكم، ابتدئوا بأنفسكم فأدّبوها وعِظوها، واعملوا بالحكمة ثمّ علّموها الناس . مايغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحاً وباطنه فاسداً، ما تغني عنكم أجسادكم إذا أعجبتْكم وقد فسدت قلوبكم، وماذا يغني عنكم أن تنقّوا جلودكم وقلوبكم دنسة، تُخرِجون الحكمةَ إلى الناس وتمسكون الغلّ في صدوركم . لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيّب ويمسك النخالة، كذلك الحكمة تخرج من أفواهكم ويبقى الغلّ في صدوركم، دعوا الشر ثمّ اطلبوا الخير ينفعكم، فإنّكم / 70 / إذا.... ۱ .
1.إلى هنا تنتهي مصورتنا من النسخة، انتهينا من استنساخها في بداية العشر الأخير من شهر رمضان المبارك من سنة ۱۴۲۱ق في جامعة كاشان، وفي مدينتها الموالية للقرآن وأهل البيت منذ ما يقرب من عشرة قرون من الزمان، هذا وانتفاضة شبابنا المسلم في فلسطين المحتلة مستمرة ومتصاعدة آملين من المولى العزيز أن ينصرهم نصراً عزيزاً وأن يعيد لهم مجدهم وكرامته وكافة أراضي فلسطين المغصوبة، ويعجل بالهزيمة والاندحار للمحتلين الغزاة، وانتهينا من تحقيقها في العاشر من شوال سنة ۱۴۲۲ق والانتفاضة الفلسطينية مستمرة ومتصاعدة، والحمد للّه ربّ العالمين.