۱۴۰.حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال :وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام : أنّ قوما من أهل أيكة من قوم ثمود ، وأنّ الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ؛ ليختبر اللّه طاعتهم في ذلك ، فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدّام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها ، فلبثوا في ذلك ما شاء اللّه لاينهاهم عنها الأحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها ، ثمّ إنّ الشيطان أوحى إلى طائفة منهم : إنّما نهيتم عن أكلها يوم السبت ، فلم تُنهوا عن صيدها! فاصطادوا يوم السبت ، وكلوها فيما سوى ذلك من الأيّام ، فقالت طائفة منهم : الآن نصطادها . فعتت ، وانحازت طائفة اُخرى منهم ذات اليمين فقالوا : ننهاكم عن عقوبة اللّه أن تتعرّضوا لخلاف أمره ، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم ، فقالت للطائفة التي وعظتهم «لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا» ؟ فقالت الطائفة التي وعظتهم : «مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» . ۱
قال : فقال اللّه عز و جل «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ»۲ يعني : لمّا تركوا ما وُعظوا به مضوا على الخطيئة ، فقالت الطائفة التي وعظتهم : لا واللّه لا نُجامعكم ولا نُبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم اللّه فيها ؛ مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمّنا معكم .
قال : فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء ، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء ، فلمّا أصبح أولياء اللّه المطيعون لأمر اللّه غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية؟ فأتوا باب المدينة ، فإذا هو مصمت ، فدقّوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها خبر واحد ، فوضعوا سلّما على سور المدينة ثمّ أصعدوا رجلاً منهم فأشرف على المدينة ، فنظر فإذا هو بالقوم قردةً يتعاوون ، فقال الرجل لأصحابه : يا قوم ، أرى واللّه عجبا!!
قالوا : وماترى؟
قال : أرى القوم قد صاروا قردةً يتعاوون ولها أذناب ، فكسروا الباب ـ قال : ـ فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة ، فقال القوم للقردة : ألم ننهكم؟
فقال عليّ عليه السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لأعرف أنسابها من هذه الاُمّة لا ينكرون ولا يغيّرون ، بل تركوا ما اُمروا به فتفرّقوا ، وقد قال اللّه عز و جل «فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّــلِمِينَ» ، ۳
فقال اللّه : «أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَـلَمُواْ بِعَذَاب بَـئيس بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ» . ۴
واما قوله : «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ» يعني يعلم ربك ، «إِلَى يَوْمِ الْقِيَـمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ »۵ نزلت في اليهود ؛ لا يكون لهم دولة أبدا . ۶
1.سورة الأعراف ، الآية ۱۶۴ .
2.سورة الأنعام ، الآية ۴۴ .
3.سورة المؤمنون ، آيه ۴۱ .
4.سورة الأعراف ، الآية ۱۶۵ .
5.سورة الأعراف ، الآية ۱۶۷ .
6.تفسير القمي ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ ؛ سعد السعود ، ص ۱۱۸ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ۲ ، ص۳۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص۵۲ .