كتاب عليّ (ع) - صفحه 31

۳.حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه الحسن ، عن أبي المعزا ، عن عنبسة بن مصعب قال : كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام فأثنى عليه بعض القوم حتّى كان من قوله واُخرى اللّه عدوٌّ له۱من الجن والإنس ، فقال أبو عبد اللّه :لقد كُنّا وعدوّنا كثير ، ولقد أمسينا وما أحد أعدى لنا من ذوي قراباتنا ومن ينتحل حبّنا ؛ إنّهم ليكذبون علينا في الجفر .
قال : قلت : أصلحك اللّه ، وما الجفر .
قال : وهو ـ واللّه ـ مسك ماعز ومسك ضأن ينطق أحدهما بصاحبه ، فيه سلاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله والكتب و مصحف فاطمة ؛ أما ـ واللّه ـ ما أزعم أنّه قرآن . ۲

۴.حدّثنا عمران بن موسى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبيس بن هشام ، عن محمّد بن أبي حمزة وأحمد بن عائذ ، عن ابن اُذينة ، عن علي بن سعيد ؛ قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له محمّد بن عبد اللّه بن علي : تعجّب لعبد اللّه بن الحسن يهزأ أو يقول : هذا جفركم الذين تدعون!
فغضب أبو عبد اللّه فقال :
العجب لعبد اللّه يقول : ليس فينا إمام صدق! وليس هو بإمام ، وما كان أبوه بإمام ، يزعم أنّ علي بن أبي طالب لم يكن إماما وكذب .
وأمّا قوله في الجفر فإنّه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام ، إملاء رسول اللّه بخط عليٍّ عليه السلام ، وفيه مصحف فاطمة ، وما فيه آية من القرآن ، و إنّ عندي لخاتم رسول اللّه ودرعه وسيفه ولواه ، وعندي الجفر على رغم أنف من زعم . ۳

۵.حدّثنا يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن علي بن سعد قال : كنت قاعدا عند أبي عبد اللّه عليه السلام وعنده اُناس منأصحابنا ، فقال له معلَّى بن خنيس : جعلت فداك ، ما لقيت من الحسن بن الحسن؟ ثمّ قال له الطيار : جعلت فداك ، بينا أنا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمّد بن عبد اللّه بن الحسن على حمار حوله اُناس من الزيدية ، فقال لي : أيُّها الرجل إليَّ إليَّ فإنّ رسول اللّه قال :مَن صلّى صلواتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم الذي له ذمة اللّه وذمة رسوله ؛ من شاء أقام ، ومن شاء ظعن .
فقلت له : اتّق اللّه ، ولا تغرنَّك هؤلاء الذين حولك!
فقال أبو عبد اللّه للطيار : ولمْ تقل له غير هذا؟
قال : لا .
قال : فهلّا قلت له : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال ذلك والمسلمون مقرون له بالطاعة ، فلمّا قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله ووقع الاختلاف انقطع ذلك .
فقال محمّد بن عبد اللّه بن علي : العجب لعبد اللّه بن الحسن! إنّه يهزأ ويقول : هذا في جفركم الذي تدَّعون!
فغضب أبو عبد اللّه عليه السلام فقال : العجب لعبد اللّه بن الحسن يقول : ليس فينا إمام صدق ؛ ما هو بإمام ، ولا كان أبوه إماما ، ويزعم أنّ علي بن أبي طالب لم يكن إماما و يردُّ ذلك .
وأمّا قوله في الجفر فإنّما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وخطّه علي عليه السلام بيده ، وفيه مصحف فاطمة ، ما فيه آية من القرآن ، و إنّ عندي خاتمَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ودرعَه وسيفه ولواءه ، وعندي الجفر على رغم أنف من زعم . ۴

1.في بحار الأنوار : أخزى عدوَّك .

2.بصائر الدرجات ، ص ۱۷۴ ، ح ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۶ ، ص۴۵ ، ح۸۰ .

3.بصائر الدرجات ، ص۱۸۰ ، ح ۳۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۶ ، ص۴۲ ، ح ۷۴ .

4.بصائر الدرجات ، ص ۱۷۶ ، ح۱۵ .

صفحه از 154