كتاب عليّ (ع) - صفحه 34

۱۱.حدّثنا السندي بن محمّد ، عن أبان بن عثمان ، عن علي بن الحسين ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :إنّ عبد اللّه بن الحسن يزعم أنّه ليس عنده من العلم إلّا ما عند الناس . فقال : صدق واللّه ، عبد اللّه بن الحسن ؛ ما عنده من العلم إلّا ما عند الناس ، ولكن عندنا ـ واللّه ـ الجامعة فيها الحلال والحرام ، وعندنا الجفر ، أيدري عبد اللّه بن الحسن ما الجفر؟ مَسْكُ معز أم مسكُ شاة؟ وعندنا مصحف فاطمة عليهاالسلام ، أما ـ واللّه ـ ما فيه حرف من القرآن ، ولكنه إملاء رسول اللّه ، وخطّ علي .
كيف يصنع عبد اللّه إذا جاء الناس من كل اُفق ويسألونه؟! ۱

۱۲.عن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :في الجفر أنّ اللّه تبارك وتعالى ـ لمّا أنزل اللّه الألواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه ، وفيها تبيان كل شيء كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، فلما انقضت أيّام موسى أوحى اللّه إليه أن استودع الألواح ، وهي زبرجدة من الجنة جبلاً يقال له زينة ، فأتى موسى الجبل فانشقّ له الجبل ، فجعل فيه الألواح ملفوفة ، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها ، فلم تزل في الجبل حتى بعث اللّه نبيَّه محمّدا صلى الله عليه و آله ، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه و آله ، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفةً كما وضعها موسى ، فأخذها القوم ، فلمّا وقعت في أيديهم ألقى اللّه في قلوبهم [الرعب] أن لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنزل اللّه جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوه ، فلما قدموا على النبيّ صلى الله عليه و آله ابتدأهم فسألهم عمّا وجدوا فقالوا : وما علمك بما وجدنا قال : أخبَرَني به ربي وهو الألواح . قالوا : نشهد أنّك لرسول اللّه ، فأخرجوها فوضعوها إليه ، فنظر إليها وقرأها و كانت بالعبراني ، ثمّ دعا أميرَ المؤمنين عليه السلام فقال : دونك هذه ففيها علم الأوّلين وعلم الآخرين ، وهي ألواح موسى وقد أمرني ربي أن أدفعها إليك . فقال : يا رسول اللّه ، لست أحسن قراءتها ، قال : إنّ جبرئيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك كتابك هذه الليلة ؛ فإنّك تصبح وقد علمت قراءتها .
قال : فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علَّمه اللّه كلَّ شيء فيها ، فأمره رسول اللّه صلى الله عليه و آله بنسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر ، وفيه علم الأوّلين والآخرين ، وهو عندنا ، والألواح عندنا ، و عصا موسى عندنا ، ونحن ورثنا النبيين صلى اللّه عليهم أجمعين .
قال : قال أبو جعفر عليه السلام : تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا . ۲

1.بصائر الدرجات ، ص۱۷۷ ، ح۱۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۲۶ ، ص ۴۶ ، ح۸۴ .

2.تفسير العيّاشي ، ج۲ ، ص۲۸ ، ح۷۷ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۱۵۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۷ ، ص ۱۳۷ ، ح۲۱ .

صفحه از 154