كتاب عليّ (ع) - صفحه 73

۷.قال أبو جعفر عليه السلام :وجدنا في كتاب علي عليه السلام : فخلق اللّه آدم فبقي أربعين سنة مصوَّرا ، فكان يمرّ به إبليس اللعين ، فيقول : لأمر ما خلقت! فقال العالم عليه السلام : فقال إبليس : لئن أمرني اللّه بالسجود لهذا لعصيته . قال : ثمّ نفخ فيه ، فلما بلغت الروح إلى دماغه ، عطس عطسةً فقال : الحمد للّه ، فقال اللّه : يرحمك اللّه . قال الصادق عليه السلام : فسبقت له من اللّه الرحمة . ۱

۸.عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام : كم كان طول آدم عليه السلام حيث هبط به إلى الأرض؟ وكم كان طول حوّاء؟
قال :
وجدنا في كتاب عليّ بن أبي طالب عليه السلام : أنّ اللّه عز و جل لمّا أهبط آدم وزوجته حواء عليه السلام إلى الأرض كانت رِجلاه بثنية الصفا ، ورأسه دون اُفق السماء ، و إنّه شكا إلى اللّه ما يصيبه من حر الشمس ، فأوحى اللّه عز و جل إلى جبرئيل عليه السلام أنّ آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس ، فأغمزه غمزةً وصيَّر طوله سبعين ذراعا بذراعه ، وأغمز حواء غمزة فيصيرطولها خمسةً وثلاثين ذراعا بذراعها . ۲

۹.حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن أبي الصباح قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : بلغَنا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لعلي عليه السلام :أنت أخي وصاحبي وصفيّي ووصيّي وخالصي من أهل بيتي وخليفتي في اُمتي وساُنبئك فيما يكون فيها من بعدي .
يا علي ، إنّي أحببت ۳ لك ما اُحبُّه لِنفسي وأكره لك ما أكرهه لها .
فقال لي أبو عبد اللّه : هذا مكتوب عندي في كتاب على¨ ، ولكن دفعته أمس حين كان هذا الخوف ، وهو حين صلب المغيرة . ۴

۱۰.حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد بنالحسن الصفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ويعقوب بن يزيد ، جميعا عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد اللّه بن سنان ، عن معروف بن خرَّبوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما رجع رسول اللّه صلى الله عليه و آله من حجة الوداع ونحن معه ، أقبل حتّى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم فقال لهم :إنّه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت ، و إنّي مسؤول عمّا اُرسلت به إليكم وعمّا خلفت فيكم من كتاب اللّه وحجته ، و إنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم؟ قالوا : نقول : قد بلغتَ ونصحت وجاهدت ، فجزاك اللّه عنا أفضل الجزاء . ثمّ قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّي رسول اللّه إليكم وأنّ الجنّة حق؟ وأنّ النار حق؟ وأنّ البعث بعد الموت حق؟
فقالوا : نشهد بذلك .
قال : اللهم اشهد على ما يقولون . ألا و إنّي اُشهدكم أني أشهد أنّ اللّه مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرُّون لي بذلك ، وتشهدون لي به؟
فقالوا : نعم نشهد لك بذلك .
فقال : ألا من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه وهو هذا . ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السلام فرفعها مع يده حتّى بدت آباطهما ، ثمّ قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . ألا و إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض حوضي غدا ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء . ألا و إنّي سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت اللّه به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليّ حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟
قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول اللّه ؟
قال : أما الثقل الأكبر فكتاب اللّه عز و جل ، سبب ممدود من اللّه ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد اللّه ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو عليّ بن أبي طالب و عترته عليهم السلام ، و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .
قال معروف بن خرَّبوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال : صدق أبوالطفيل رحمه الله ؛ هذا الكلام وجدناه في كتاب عليّ عليه السلام وعرفناه . ۵

1.كنز الدقائق ، ج ۱ ، ص۲۲۴

2.الكافي ، ج ۸ ، ص۲۳۳ ، ح ۳۰۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص۱۲۶ ، ح ۵۷ .

3.و في نسخة بدل لـبصائر الدرجات : «اُحبّ» .

4.بصائر الدرجات ، ص ۱۶۶ ، ح ۱۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۶ ، ص۵۲ ، ح ۵ .

5.الخصال ، ص ۶۵ ، ح ۹۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۷ ، ص۱۲۱ ، ح ۱۵ .

صفحه از 154