آداب الدعاء - صفحه 209

ومنها ما يخرّب الديار ؛ كالبغي ، وأكل الوقف .
ومنها ما تنزل النقم ؛ كالظلم .
و إلى هذا ينظر كلام أمير المؤمنين عليه السلام في الدعاء الّذي علَّمه إلى كميل ۱ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاَءَ .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنزيلُ النِّعَمَ .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ .
وعن الصادق عليه السلام في بيان قوله في الدعاء :
«أعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَناءَ» أنّها : الكذب ، والزنا ، وقطع الرحم ، واليمين الفاجرة ، وسدّ الطريق ، وادّعاء الإمامة بغير حقٍّ .۲وفي الحديث في قوله «أعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ» : هي : اليأس من روح اللّه ، والقنوط من رحمته ، والثقة بغيره ، والتكذيب بوعده .۳وعن سيّد العابدين : أنّ الذنوب الَّتي تنزل البلاء هي : ترك إغاثة الملهوف ، وترك معاونة المظلوم ، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .۴وعنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : الذنوب على ثلاثة أقسام : ذنب لا يُغفر وهو الشرك ، وذنب لا يترك وهو حقوق الناس ، وذنب بين ذين ؛ إن شاء غفر ، و إن شاء عذّب .۵

1.هو : كميل بن زياد النخعي ، كان من خواصّ أمير المؤمنين على عليه السلام ، شجاعا فاتكا ، وزاهدا عابدا ، عاش مئة سنة ، قتله الحجّاج صبرا في سنة ۸۲ ه . انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۷ ، ص ۱۰۶ . والفقرات المذكورة هي في مطلع الدعاء الذي علَّمه إيّاه أمير المؤمنين عليه السلام ؛ انظر : إقبال الأعمال ، ص ۲۲۰ . وفيه هكذا : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ العِصَمَ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البلاءَ . . . .

2.معاني الأخبار ، ص ۲۷۱ ضمن ح ۲ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۴۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۲۸۲ ، ضمن ح ۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۳۷۵ ، ح ۱۲ ، وفيها جميعا عن زين العابدين عليه السلام .

3.هذا المقطع هو قطعة من الحديث المتقدّم ، فراجع تخريجاته .

4.هذا المقطع أيضا هو قطعة من الحديث المتقدّم ، فراجع تخريجاته .

5.روى الكيني في الكافي (ج ۲ ، ص ۳۳۰ ، ح ۱) بإسناده عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن المفضّل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الظلم ثلاثة : ظلم يغفره اللّه ، وظلم لا يغفره اللّه ، وظلم لا يدعه اللّه ؛ فأمّا الظلم الّذي لا يغفره فالشرك ، وأمّا الظلم الّذى يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين اللّه ، وأمّا الظلم الّذي لا يدعه فالمداينة بين العباد . وانظر : الخصال ، ص ۱۱۸ ، ح ۱۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۵۲ ، ح ۱ و ۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۳۲۲ ، ح ۵۳ . وورد في نهج البلاغة ، ص ۲۵۵ ، خطبه ۱۷۶ أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال : ألا و إنّ الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور لا يطلب ؛ فأمّا الظلم الّذى لا يغفر فالشرك باللّه ؛ قال اللّه تعالى : «إنّ اللّه َ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ» ، وأمّا الظلم الّذي يُغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ، وأمّا الظلم الّذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا . . . . وانظر : بحار الأنوار ، ج ۷ ، ص ۲۷۱ ، ح ۳۶ ، و ج ۷۵ ، ص ۳۲۱ ، ح ۴۹ . وورد في مستمسك العروة الوثقى (ج ۱۰ ، ص ۱۰۰) أنّ : الذنوب ثلاثة : ذنب يغفر ، وذنب لا يغفر ، وذنب لا يترك ؛ فالّذي يُغفر ظلم الإنسان نفسه ، والّذي لا يغفر ظلم الإنسان ربّه ، والّذي لا يترك ظلم الإنسان غيره . وروي الطبراني في المعجم الكبير (ج ۶ ، ص ۳۱۰ ، ح ۶۱۳۳) بإسناده قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ذنب لا يغفر ، وذنب لا يترك ، وذنب يغفر ؛ فأمّا الّذي لا يغفر فالشرك باللّه ، وأمّا الّذي يغفر فذبنب بينه وبين اللّه عز و جل ، وأمّا الّذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا . وانظر : تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۳۳۳ ؛ مجمع الزوائد ج ۱۰ ، ص ۲۴۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۳۴ ، ح ۱۰۳۱۲ و۱۰۳۱۳ .

صفحه از 232