المُقنِعَةُ الأَنِيسَةُ وَ المُغنِيَةُ النَفيِسة - صفحه 44

و كان ما وصل إلى قدماء محدّثينا ـ رضوان اللّه عليهم ـ من أحاديث أئمّتنا صلوات اللّه عليهم أجمعين قد جمعوه في أربعمائة كتاب تسمّى : الأُصول ، و قد تواتر أمرها في الأعصار كالشمس في رابعة النهار.
ثمّ توفق جماعة من المتأخّرين ـ أعلى اللّه مقامهم و أجزل إكرامَهم ـ بالتصدّي لجمع تلك الكتب الشريفة و ترتيبها على الوجوه اللطيفة . فألّفوا منها كتبا مبسوطة جليلة و أصولاً مضبوطة جميلة ، محيطة على ما به المراد و الكفاية ، مشتملة على الأسانيد المتّصلة بأصحاب الهداية ـ عليهم السلام و التحية البالغة و الإكرام ـ ، ككتاب الكافي و كتاب من لا يحضره الفقيه و كتاب التهذيب و كتاب الاستبصار . و هذه الاُصول الأربع التي عليها المدار في هذه الأزمنة و الأعصار . و كتاب مدينة العلم ۱ و الخصال و الأمالي و عيون الأخبار و غيرها من الكتب المعتبرة.
أمّا الكافي: فهو تأليف ثقة الإسلام و قدوة الأعلام ، أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ـ قدّس اللّه روحه و نوّر ضريحه ـ ، و كانت مدّة تأليفه له عشرين سنة ، توفّي ببغداد سنة ثمان ـ أو تسع ـ و عشرين و ثلاثمائة . ۲
و أمّا من لا يحضره الفقيه ، فهو تأليف رئيس المحدّثين و حجّة المسلمين أبي جعفر محمّد بن [عليّ بن] بابويه القمّي أعلى اللّه مكانه و أفاض عليه إحسانه ، و له مؤلّفات تقارب ثلاثمائة كتاب. ۳ توفّي بالري سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة . ۴

1.و حولها اقوال مختلفة ؛ لاحظ : «آينه پژوهش ، ش ۴۸ ، ص ۹ ، در جستجوى مدينة العلم ، كريمى ، حسين».

2.رجال النجاشي : ۲۶۶ ترجمة محمّد بن يعقوب الكليني . و في جامع المقال : ۱۹۳ : و أما الكافي ، فجميع أحاديثه حصرت في ستة عشر ألف حديث و مائة و تسعة و تسعين حديثا ؛ الصحيح باصطلاح من تأخّر خمسة آلاف و اثنان و سبعون حديثا ، و الموثق ألف و مائة و ثمانية عشر حديثا ، و القويّ منها اثنان و ثلاثمائة ، و الضعيف منها أربعمائة و تسعة آلاف و خمسة و ثمانون حديثا ، واللّه أعلم.

3.الفهرست : ۱۵۶ .

4.رجال النجاشي : ۲۷۶ ـ ۲۷۹ ترجمة محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه الشيخ الصدوق.

صفحه از 66