المُقنِعَةُ الأَنِيسَةُ وَ المُغنِيَةُ النَفيِسة - صفحه 46

المدائني عن مصدّق بن صدقة ۱ عن عمّار الساباطي» و هذا في الحقيقة أيضا كالمذكور.
و دأب شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ـ أعلى اللّه مقامه ـ في كتابي التهذيب و الاستبصار أن يذكر جميع السند حقيقة أو حكما . و قد يقتصر على البعض فيذكر أواخر السند و يترك أوائله لمراعاة الاختصار . ثمّ يذكر في آخر الكتابين بعض الطرق الموصلة إلى تلك الأبعاض لتخريخ الرّوايات ، عن حدّ المراسيل و تدخل في المسندات ، و أحال الباقي على فهرسته.
مثاله : «أحمد بن محمّد بن عيسى عن فلان إلى آخر السند» ثمّ يقول بعد الآخر : «و ما ذكرته عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، فقد رويته عن الحسين بن عبيد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه محمّد بن يحيى عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن أحمد بن محمّد بن عيسى» و هكذا في بواقي الطرق.

منهج [13] : [ في معرفة الصحابي و التابعي ]

الصحابي هو على الأصحّ : من أدرك صحبة النبيّ صلى الله عليه و آله مؤمنا و مات على ذلك . و طريق معرفته التواتر ثمّ الشهرة و الاستفاضة و إخبار الثقة . و لا حصر لهم.
و نقل أنّه توفّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، و أبهج نهج الدّين بنور جماله عن مائة و أربعة عشر ألف صحابي . ۲
و التابعي هو من أدرك الصحابي و لم يدرك النبيّ صلى الله عليه و آله . و عدّ منهم النجاشي ملك

1.في النسخة «حصر بن صدقة» و ثبت هو الصحيح . راجع : معجم رجال الحديث ۱۸ : ۱۶۹ .

2.و في هامش مقباس الهداية ۳ : ۳۱۰ : إنّ إحصاء الصحابة أو عدّهم أمر متعذّر آنذاك ، فضلاً عن يومنا هذا ، لتفرقهم في البلاد و تشتتهم ، و كلّ ما ذكر في الباب مقربات ، كما في نصوص الغدير و حجّة الوداع و أن من حضرها مائة و عشرون ألف حاجّا ، و على كلّ لا يخلو قول الرازي ـ و هو قائل بأنّه : مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مائة و أربعة عشر ألف صحابي ـ عن تأمّل ، علما بأن المسألة تختلف و تتخلف بحسب تعريف الصحابي و حدّه ، فتدبر.

صفحه از 66