الجوهرة العزيزة في شرح الوجيزَة - صفحه 370

(أو المصاحفةِ) ، كأخبرني حين صافحني عمّن أخبره حين صافحه ، و هكذا .
(أو التلقيمِ) ، نحو حدّثني حين لقّمني عمّن حدّثه حيث لقّمه .
(أو نحوِ ذلك) ، كالقول ، كقولك : سمعت فلانا يقول : سمعت فلانا يقول و هكذا ؛ أو سمعته و اللّه يقول : سمعته و اللّه يقول و هكذا.
أو الفعلِ ، كالتشبيك أو القيام أو الاتّكاء أو العدّ باليد أو بهما جميعا ، كقولك : «صافحني بالكفّ التي صافحت بها فلانا» أو قوله مع ما مرّ : «فما مَسَستُ حريرا ألين من كفّه» و قولك «رواني حيث لقّمني بيده عن فلان حيث لقّمه هو» أو «أقرب إليّ جَوْزا و قال : عن فلان حين قرب إلى جَوْزٍ» أو «أطعمني أو سقاني أو ضافني على الأسودين» أو غير ذلك ، و الجميع متقاربة .
و المحصّل : أنّه إذا كان تتابع السند كلاًّ أو جُلاًّ على أمر من تلك الأُمور المزبورة ، فالخبر (مسلسلٌ) ، و هو فنّ من فنون الرواية يدلّ على مزيد ضبط ، و لا دخل له في اعتبار السند و غيره ، بل لا يبعد أن قد يشعر إلى الاختلاق ، لتضمّنه من الاهتمام الزائد عن المعتاد غالبا على ما يوهم ذلك ، و المناط على القرائن و أشخاص الرواة .
و من هذا القبيل الأخير ما رواه محمّد بن عكاشة الكرماني قال :
حدّثنا و اللّه عبدالرزّاق قال : حدّثنا و اللّه معمر قال : حدّثنا و اللّه الزهري قال : حدّثنا و اللّه عليّ بن أبي طالب قال : «حدّثنا و اللّه أبو بكر الصدّيق ، قال : سمعت و اللّه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، يقول : سمعت و اللّه جبرائيل ، يقول : سمعت و اللّه ميكائيل ، يقول : سمعت و اللّه إسرافيل ، يقول : سمعت و اللّه الرفيع ، يقول : سمعت و اللّه اللوح ، يقول : سمعت و اللّه القلم ، يقول : سمعت و اللّه الربّ جلّ جلاله ، يقول : إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا خالق الخير و الشرّ ، فمن آمن بي و لم يؤمن بالقدر خيرِه و شرِّه ، فليلتمس ربّا غيري فلست له ربّا ۱ ».
انتهى.

1.تذكرة الموضوعات : ۱۸۹ .

صفحه از 477