هل تلك الشهرة تقوّي العمل به؟ لا يبعد أن يكون ذلك كذلك .
(ثمّ سلسلة الخبر) المسند (إمّا إماميّون) اثنا عشريّون (ممدوحون) ، لا بمطلق المدح بل (بالتعديل) بألفاظ ناصّة عليه ، ك :ثقة ، صحيح الحديث ، أو ما يجري مجراهما ، (فصحيح) .
و المراد من السلسلة جميع طبقاتها ليخرج منها ما فُقِد فيه بعض تلك الشرائط و لو في بعضه ، حتّى راوٍ واحد منه . و القرينةُ على ما أراد المصنّف ذلك تصريحُه ـ فيما سيأتي ـ بخروج الخبر عن الصحّة إذا فُقدت تلك الشرائطُ و لو في بعض المراتب ، و سيأتيك ذكره .
و قد صرّح بما ذكر جمع من الأصحاب حيث عرّفوا الصحيح ، و هو المراد في كلام من أطلق ، كالشهيد(ره) في الذكرى ، حيث عرّف الصحيح بأنّه : «ما اتّصلت روايته إلى المعصوم بعدل إمامي ۱ » فلايرد عليه عدم التقييد بهذا القيد الأخير إلاّ في بادئ النظر . و قيد الاتّصال و الإسناد يُخرج المقطوع قطعا في أيّة مرتبة اتّفق.
و ليعلم أنّه لا يضرّ الصحّةَ الشذوذ و العلّة عندنا و لا غَرْوَ ؛ فإنّه لايجب العمل عندنا بكلّ صحيح ، و لا حصْر عندهم في العمل به ، و عَنَوْا بالشذوذ مخالفةَ الصحيح للجمهور ، و بالعلّة الخفيّةَ الخبيّةَ عن غير الفاحص الماهر ، وكالإرسال فيما ظاهره الاتّصال ، أو المخالفة لصريح العقل أو الحسّ ، كذا قيل . ۲
و لايخفاك أنّ هذه الشروط معتبرة في العمل دون التسمية . نعم ، الإرسال فيما ظاهره الاتّصال لايبعد أن يكون منافيا للتسمية أيضا ، و لكنّه خرج من حدّ الصحيح ، حيث أخذنا قيد الاتّصال فيه ، فلا حاجة بعد ذلك لإخراجه إلى قيد جديد.
ثمّ إنّ الصحيح إمّا صحيح أعلى إن علم اتّصاف جميع سنده بما مرّ بالعلم أو بشهادة عدلين على نحو من مانعة الخلوّ لا مانعة الجمع ؛ أو الأوسط ۳
و هو ما علم حال
1.ذكرى الشيعة : ۴ .
2.دراسات في علم الدراية : ۲۷ ، قوانين الاُصول : ۴۸۳ .
3.الأولى بل الواجب بمقتضى السياق تنكيره لأنّه صفة لقوله : «صحيح» .