الوجيزة في علم دراية الحديث - صفحه 540

و ربّما يطلق الغريب حتّى في عرف المحدّثين و الرواة على حديث اشتمل متنه على لفظ غامض بعيد عن الفهم ؛ لقلّة استعماله في الشائع من اللغة ، و يسمّى بالغريب لفظاً و هو فنّ مهمّ من علوم الحديث قد صنّف فيه جماعة من العامّة و الخاصّة . ۱
و منها المشهور و هو الشائع عند أهل الحديث بأن ينقله جماعة منهم .
و منها الشاذّ و هو ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الأكثر ، فإن رواه غير الثقة فهو المنكر و المردود . و قيل : هو ما ليس له إلاّ إسناد واحد شذّ به شيخ من شيوخ الحديث ثقةً كانت أو غير ثقة ، فما كان من غير ثقة فمتروك ، و يقال له : الحديث المنكر و غير المعروف . و أمّا ما عن الثقة ففي قبوله و عدمه و التفصيل فيهما أقوال و يرادف الشاذّ النادر ، فهما هنا مترادفان و يطلق أحدهما على الآخر و الشائع استعمال الشاذّ و استعمال النادر نادر و يستفاد ترادفهما من قوله عليه السلام في المرفوعة : «و دع الشاذّ النادر» .
و منها المحفوظ و هو في قبال الشاذّ من الراجح المشهور .
و منها المنكر و المردود و هما أيضا مترادفان.
و منها المعروف و هو ما كان في قبال المنكر من الروايات الشائعة .
و منها المصحّف ۲ و هو ما غيّر إمّا بعض سنده بغيره كتصحيف «بريد» ـ بالباء الموحّدة المضمومة و الراء المهملة و الياء المثّناة من تحت و الدال المهملة ب «يزيد» بالياء المثنّاة التحتانيّة و الزاي المعجمة ، ثمّ المثنّاة من تحت ، و تصحيف «حريز» بإهمال الأوّل و إعجام الأخير ب «جرير» بعكسه ؛ و إمّا بعض متنه بغيره كتصحيف «شيئاً» بإعجام أوّله ثمّ المثنّاة التحتانيّة ثمّ الهمزة عن «ستّا» بإهمال أوّله ثمّ المثنّاة ۳ من

1.قيل : و أوّل من صنّف فيه النضر بن شميل . و قيل : أبو عبيدة معمّر بن مثنى ثم أبو عبيدة القاسم بن مسلم و ابن قتيبة و الخطابي ثمّ ابن الأثير و الزمخشري و الهروي و زاد في غريب الحديث غريب القرآن و الشيخ الطريحي في المجمع، «منه» .

2.و التصحيف إمّا محسوس لفظي بصري كأمثلة المتن و إما سمعي في مواد الألفاظ أو في صورها و كيفياتها و حركاتها كتصحيف عاصم الأحول بواصل الأحدب و الدجاجة بالزجاجة و إمّا معقول معنوي كتصحيف «هجر» في قول عمر في حديث مرض النبيّ صلى الله عليه و آله بمعنى الهذيان ، بمعنى شدّة الوجع ؛ «منه» .

3.كما في حديث «من صام رمضان و أتبعه ستّا من شوّال» فصحّفه الصولي بقوله : شيئا منه ، «منه» .

صفحه از 579