الوجيزة في علم دراية الحديث - صفحه 554

و في جملة من المذكور تأمّل فتأمّلْ فيها.
و أمّا الإجازة فقد أذن المعصومون عليهم السلام لشيعتهم بل أمروهم بنقل ما ورد منهم و ما يصدر لأمثالهم بقوله عليه السلام : «راوية لحديثنا يبثّ في الناس و يشدّد في قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد» ۱ و عن أبي خالد قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهماالسلام و كانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم فلم تُرْوَ عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : «حدّثوا بها فإنّها حقّ» . ۲ و عن أحمد بن عمر الحلاّل قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب و لايقول : اروه عنّى ، يجوز لي أن أرويه عنه ، قال : فقال : «إذا علمت أنّ الكتاب له فاروه عنه»المصدر : 52 . و في النبوي صلى الله عليه و آله : «اللّهم ارحم خلفائي ثلاثاً» ، قيل : يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومن خلفاؤك؟ قال: «الّذين يبلّغون حديثي و سنّتي ثمّ يعلّمونها أُمّتي» ۳و قال عليه السلام : «اعرفوا منازل الناس منّا على قدر رواياتهم عنّا» ۴ و قال : «اكتب و بثّ علمك في إخوانك» ۵ و قال الصادق عليه السلام : «حدّثوا عنّا و لا حرج ، رحم اللّه من أحيا أمرنا» ۶ إلى غير ذلك من الأخبار التي يعسر إحصاؤها ومن هنا يظهر أنّ إجازة الرواية لنا و لأمثالنا حاصلة من أئمّتنا عليهم السلامفلا حاجة إلى إجازة الغير . ۷
و أمّا الكتابة فوقوعها منهم عليهم السلام بلغ إلى حيث جعل المكاتبة من أقسام الأخبار فيقولون : في مكاتبة فلان . و نصّ عليها العلماء في الدراية و الرجال و الأُصول.

1.بحار الأنوار ۲ : ۱۴۵ .

2.الكافي ۱ : ۵۳ .

3.الأمالي ، للشيخ الصدوق : ۲۴۷ .

4.الكافي ۱ : ۵۰ .

5.المصدر : ۵۲ .

6.مناقب امير المؤمنين عليه السلام ، لمحمد بن سليمان الكوفي ۲ : ۱۵۵ .

7.و إن كانت حاصلة لنا أيضاً اللّهمّ إلاّ على المنع من الإجازة للمعدوم و هو مع ضعفه مندفع بإجازة إمام عصرنا عجّل اللّه فرجه الّتي أجازها قبل وجودنا و استمرّ عليها إن لم يجدّدها بعد تأهّلنا لذلك و نعوذ باللّه من رجوعه عليه السلام عن ذلك، «منه».

صفحه از 579