فلو كان عمره عند أخذ الرواية عشرين سنة يكون من مواليد نحو 180 ه ، و قد توفّي الرضا عليه السلام في 203 ه إنّما الكلام في صحة هذا السند، ففي النفس منه شى ء، لأن سيدنا عبدالعظيم يروي كثيراً عمّن توفي في العقدين الثاني و الثالث من القرن الثالث، و أما هشام فقد توفّي قبل المائتين، و هذا يعرب عن سقوط الواسطة بين السيد و بين هشام.
أضف إلى ذلك أنّ السيد يروي كثيراً عن الرضا عليه السلام بالواسطة. ۱
و ربما يستدل بما رواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص، و قال: و رُوي عن عبدالعظيم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: يا عبدالعظيم أبلغ عني اوليائي السلام، و قل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، و مُرْهم بالصدق في الحديث و أداء الأمانة و مُرْهم بالسكوت و ترك الجدال فيما لا يَعنيهم، و إقبال بعضهم على بعض و المزاورة فإن ذلك قربة إليّ... و لا يشتغلوا بتمزيق بعضهم بعضاً فاني آليت على نفسي أنّه من فعل ذلك و أسخط وليّاً من اوليائي دعوتُ اللّه ليعذّبه في الدنيا أشدّ العذاب و كان في الآخرة من الخاسرين، و عرّفهم أن اللّه قد غفر لمحسنهم و تجاوز عن سيئهم إلاّ من أشرك به أو آذى وليّاً من اوليائي، أو أضمر له سوءً فإن اللّه لا يغفر له حتّى يرجع عنه فان رجع و إلاّ نزع روح الإيمان عن قلبه و خرج عن ولايتي و لم يكن له نصيبٌ في الدنيا و أعوذ باللّه من ذلك. ۲
ولكن الظاهر وقوع التصحيف في السند وأن المراد من أبي الحسن هو أبوالحسن الثالث عليه السلام فكتب الرضا عليه السلام مكان الهادي عليه السلام ، والشاهد على ذلك، هو أن عبدالعظيم أيام حياة الرضا عليه السلام حتّى في اواخر كان شاباً مترعرعاً وهو لا يصلح لان يكون حاملاً لبلاغ الإمام إلى شيعته واوليائه بل لا يصلح لذلك إلاّ من طعن في السن واشتهر بين الناس بالولاء.
1.نظير: أبراهيم بن أبي محمود عيون أخبار الرضا، ج ۲، ص ۱۱۳ و ۱۲۷؛ مستدرك الوسائل، ج ۳، ص ۶۱۴؛ و التوحيد، ص ۱۷۶. و سهل بن سعد فضائل الاشهر الثلاثة للصدوق، ص ۶۳.
2.الاختصاص للشيخ المفيد، ص ۲۴۷.