السيد عبدالعظيم الحسني (ع) حياته و حديثه و بيته و مشايخه و الراوون عنه - صفحه 468

و لعل الأخير هو غاية الجهد الّذي يمكن بذله في هذه الأيام عن طريق الحاسب الآلي، ولو فاتهم شى ء فليس شيئاً معتدّاً به.
و هناك سؤال يطرح نفسه، و هو أن رجلاً فذّاً أدرك الإمامين الهمامين، و روى عن ثلاثة و ثلاثين شيخاً كما روى عنه ستة عشر شخصاً، يجب أن يكون في القمة في نقل الأحاديث و أن تصل رواياته إلى مئات أو أكثر، فما هو وجده هذه القِلّة؟
و هناك جوابان على نحو مانعة الخلو:
1. إن اكثر المصادر و الكتب الحديثية للشيعة ذهب أدراج الرياح عبر التدمير و التخريب و الاحراق و سائر الحوادث المدمّرة فإنّ الشيعة كانت تعيش في احضان التقيّة و الستر إلاّ في مواطن خاصّة، و هذا هو الفقيه ابن أبي عمير الّذي يروي عن أربعمأة و أربعة عشر شيخاً، قد دفنت أخته آثاره في البيت لئلاّ تؤخذ بها. يقول النجاشي:
«إن أخته دفنت كتبه في حالة استتارها و كونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، و قيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر، فهلكت، فحدّث من حفظه، و ممّا كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله، و قد صنف كتباً كثيرة. ۱
2. إن السيد عبدالعظيم الحسني كان مطارداً من قِبَل الظلمة، الأمر الّذي اضطره إلى أن يلتجأ إلى الرّي، و يسكن في سرب بعيداً عن أعين الناس، و لعلّه استغرق هذا قسماً كبيراً من عمره، ففي هذه الاجواء القاسية، تقل الرواية عن أية شخصية حديثية.
هذا هو النجاشي يذكره و ينقل عن تلميذه احمد بن محمد بن خالد البرقي. قال: كان عبدالعظيم ورد الّري هارباً من السلطان، و سكن سربا في دار رجل من الشيعة،

1.رجال النجاشي، ج ۲، ص ۲۰۶، برقم ۸۸۸.

صفحه از 479