السيد عبدالعظيم الحسني (ع) حياته و حديثه و بيته و مشايخه و الراوون عنه - صفحه 471

فقال علي بن محمّد عليه السلام : يا أباالقاسم: «هذا واللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة». ۱
2. روى ابن قولويه عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن محمد بن يحيى العطار عن بعض أهل الري قال: دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام فقال: اين كنتَ، فقلت زرت الحسين بن علي فقلت: زرت الحسين بن علي عليه السلام فقال: أما انك لو زرت قبر عبدالعظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين عليه السلام . ۲
و ربما نوقش في الرواية لأجل جهالة الراوي عن الإمام و يمكن الذب عنه بأن محمد بن يحيى العطار شيخ الكليني لا يعتمد في ذلك الموضوع المهمّ قولَ من لا يعرفه و لا يثق به، فهو ـ بما أنّه قمّي ـ يعرف شيعة الرّي.
نعم ربما يثار السؤال التالي: كيف تكون زيارة قبر السيد الحسني مثل زيارة الحسين عليه السلام ؟ و يمكن الجواب عنه بان الإمام إنما أدْلى بهذه الكلمة في ظروف قاسية اُبّانَ خلافة المتوكل و أذنابه الذين كانوا يقتلون الشيعة بكل ظنّة و تهمة، و قد ولي المتوكل الخلافة سنة 234 ه و قُتل بيد ابنه سنة 247 ه و لم تدم خلافة الابن حتّى تولّى الخلافة واحد بعد آخر كالمستعين (248 ـ 252 ه )، ثم المعتز باللّه المعروف بالنصب (خلع 255 ه ) و المهتدي (255 ـ 256 ه ) و المعتمد (256 ـ 279 ه ) و كان الخط السائد على بلاط الحكم هو النصب و العداء و التشديد على العلويين و الشيعة ففي هذا العهد، ينصح الإمامُ الشيعةَ بالاقتناع بزيارة عبدالعظيم لصيانة أنفسهم و نفيسهم من الهلاك و الضياع من دون أن يكون هناك انتقاص لمنزلة الحسين أو غلوّ في منزلة السيد الحسني.
و يظهر ممّا رواه الصاحب بن عبّاد أنه كان مرجعأً للحلال و الحرام مفتياً للشيعة فيما يشكل عليهم. قال: روى ابوتراب الروياني. قال سمعت أباحماد الرازي يقول:

1.التوحيد، ص ۸۱ باب التوحيد و التشبيه، رقم الحديث ۳۷.

2.كامل الزيارات، ص ۵۳۷، الباب ۱۰۷، الحديث ۱.

صفحه از 479