السيد عبدالعظيم الحسني (ع) حياته و حديثه و بيته و مشايخه و الراوون عنه - صفحه 477

غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ» 1 و منع الزّكاة المفروضة لأنَّ اللّه عزَّوجلَّ يقول: «يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» 2 و شهادة الزُّور 3 و كتمان الشهادة لأنَّ اللّه عزَّوجلَّ يقول: «وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» 4 و شرب الخمر لأنَّ اللّه عزَّوجلَّ عدل بها عبادة الأوثان، و ترك الصلاة متعمّداً أو شيئاً ممّا فرض اللّه عزَّوجلَّ لأنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «من ترك الصلاة متعمّداً فقد برى ء من ذمّة اللّه عزَّوجلَّ و ذمّة رسوله صلى الله عليه و آله و نقض العهد، و قطيعة الرَّحمن لأنَّ اللّه عزَّوجلَّ يقول: «أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ» 5 .
قال: فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه و هو يقول: هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم».

10. الظروف القاسية المحدقة به:

جلس المأمون ـ بعد قتل أخيه الامين ـ على منصَّة الحكم و كان الخط السائد على الساحة، هو الحرية النسبية للشيعة و المعتزلة، دعاة التوحيد و العدل، و لما توفّي عام 218 ه بويع المعتصم بالخلافة و قد فتح الساحة لأهل التكفير و الكلام، و لما توفّي عام 227 ه ، اخذ الواثق زمام الحكم، مقتفياً الخط الموروث من سابقيه.
و بوجود هؤلاء، تألق نجم العدلية، و عقدت مجالس للمناظرة مع أصحاب الديانات و المقالات.
و لما مات الواثق باللّه ، و تولى المتوكل الأمر من عام 232 ه إلى عام 247 ه ، اتخذ موقفاً متشدّداً من الشيعة و المعتزلة، لصالح الحشوية، و اشاع فكرة التجسيم و التشبيه و الرؤية أوّلاً و النصب و عداء أهل البيت ثانياً إلى حد شتمه البغداديون

1.آل عمران: ۱۶۱.

2.التوبة: ۳۶.

3.لم يذكر عقوبته اما لانه أيضاً كاتم للشهادة، و اما بالطريق الاولى أو الظهور و تقدمت الاخبار في عقابه.

4.البقرة: ۲۸۳.

5.الرعد: ۲۵.

صفحه از 479