السيد عبدالعظيم الحسني (ع) حياته و حديثه و بيته و مشايخه و الراوون عنه - صفحه 478

و هجاه الشعراء و كُتب على حيطان بغداد:

باللّه ان كانت امية قد أتتقتلَ ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد اتاه بنو أبيه بمثلههذا لعمري قبره مهدوما
أسِفوا على ان لايكونوا شاركوافي قتله فتتبعوه رميما
و كفى في عدائه لأهل البيت انه قتل يعقوب ابن السكيت الإمام في العربية عندما ندبهما إلى تعليم أولاده فنظر المتوكل يوماً إلى ولديه: المعتز، و المؤيد. فقال لابن السكيت من احبُّ إليك هما، أو الحسن و الحسين فقال: قنبر مولى عليّ، خير منهما. فأمر بسلّ لسانه.
لا يظهر من التاريخ عام انتقال السيد الحسني إلى الري، و لجوئه إلى السرداب الّذي عاش فيه، و لم تُعرف السنة الّتي هاجر فيها من الحجاز، أو العراق إلى الري، و ربما يظن انه هاجر لزيارة الإمام الرضا و بقى في فارس، طيلة حياته إلى ان اخترمته المنيّة حوالي عام 252 ه ، و لكنه بعيد للغاية، لان الإمام قدم طوس عام 199 ه باصرار من المأمون، و بقاء السيد الحسني في فارس إلى عام 252 ه بعيد جداً خصوصاً ان المناخ كان للشيعة عبر خلافة الثلاث مريحاً. و اظن ان المترجم غادر الحجاز أو العراق أيام المتوكل، حيث ضاقت الأرض برحبها على شيعة آل البيت.
و قد قام المتوكل بترويج فكرتين باطلتين: 1. اشاعة النصب و العداء لأهل البيت و تدمير الحائر الحسيني و منع الناس عن زيارته.
2. اشاعة فكرة التجسيم و التشبيه و تاجير المحدثين لنقل الروايات الدالة عليهما.
ففي هذه الظروف القاسية الّتي استعدت فيها الخلافة للقضاء على الشيعة و رجالها، التجأ السيد عبدالعظيم الحسني إلى الري و عاش بعيداً عن اعين الناس.
يقول الذهبي: إن المتوكل أشخص الفقهاء و المحدثين و كان فيهم مصعب

صفحه از 479