رسالة في النجاشي - صفحه 345

الخامس عشر : [ ذكر الكشّي لحال النجاشي ووهنُه ]

إنّ ابن داود في ترجمة النجاشي حكى عن الكشّي شرح حال النجاشي قال :
أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن النجاشي الذي ولي الأهواز مصنّف كتاب الرجال «لم كش» معظّم كثير التصانيف ۱ .
وهو غريب ؛ إذ النجاشي تعرّض لحال الكشّي ، وذكر أنّ له كتاب الرجال ، وفيه أغلاط كثيرة ، كما تقدّم ، فكيف يمكن أن يتعرّض الكشّي لحال النجاشي؟!
وإن قلت : إنّه لعلّ الأمر من باب تعرّض كلّ من المتعاصرَين لحالِ الآخر .
قلت : هذا الاحتمال مفقود الأثر بين أرباب التصنيف ، فهو من قبيل مقطوع العدم .
نعم ، ربما تعرّض كلٌ من المتعاصرَين لمذهب الآخر في مسألة ، كما نقله
المولى التقيّ المجلسي عن صاحب المعالم ، وشيخنا البهائي في باب أنّ تزكية أهل الرجال من باب الشهادة أو الرواية ؛ حيث نقل أنّ كلاًّ منهما أورد على الآخر ۲ .
ومع ذلك نقول : إنّ النجاشي قد تعرّض لحال الشيخ الطوسي كما يظهر ممّا مرّ ۳ ، وتعرّض الشيخ لحال السيّد المرتضى ، وذكر أنّه تولّى غسله حين وفاته مع الشريف أبي يعلى الجعفري وسلاّر بن عبدالعزيز يعني صاحب كتاب المراسم المعروف بالديلمي ۴ . والكشّي كان مُعاصراً للكليني نقلاً ، والكليني مُقدَّم على السيّد والشيخ ، فكيف يمكن تعرّض الكشّي لحال النجاشي؟!
ومع ذلك نقول : إنّ مُقتضى ما ذكره ابن داود من طريقه إلى الكشّي وطريقه إلى النجاشي تأخّر النجاشي عن الكشّي وإن قدّم الطريق إلى النجاشي على الطريق إلى الكشّي ، حيث إنّ طريقه إلى الكشّي شيخُه نجم الدين ـ أي المحقّق ـ والشيخ المفيد نجم الدين محمّد بن جهم جميعاً ، عن السيّد شمس الدين فخّار ، عن أبي محمّد قريش بن سعيد بن مهنّا بن سبيع الحسيني ، عن الحسين بن رطبة السوداوي ، عن أبي عليّ ، عن أبيه ، أبي جعفر الطوسي ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري .
وطريقه إلى النجاشي شيخه نجم الدين أيضاً والشيخ المفيد نجم الدين محمّد بن جهم جميعاً ، عن السيّد شمس الدين فخّار ، عن عبدالحميد بن التقيّ ، عن أبي الرضا فضل اللّه بن عليّ الراوندي العلوي الحسيني ، عن ذي الفقار العلوي.
ولاخَفاء في أنّ الوسائط بين ابن داود والكشّي طولاً أيضا ـ بناءً على ما ذكر من الطريق ـ سبعة ۵ ، فكيف يمكن تعرّض الكشّي لحال النجاشي؟!
وبما سمعت تظهر صحّة المؤاخذة على الفاضل التستري ؛ حيث عبّر بالتأمّل في الإيراد على ابن داود ۶ .
وقد حرّرنا الكلام في ابن داود وضبط أغلاطه في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في أنّ معاوية بن شريح متّحد مع معاوية بن ميسرة أو مختلف معه .

1.رجال ابن داود : ۴۰ / ۹۶ ، وفيه : «جش» بدل «كش» .

2.روضة المتّقين ۱۴ : ۱۷ .

3.رجال النجاشي : ۴۰۳ / ۱۰۶۸ .

4.الفهرست : ۹۸ / ۴۳۱ ؛ رجال الطوسي : ۴۸۴ / ۵۲ .

5.في «ح» : «خمسة» .

6.عبد اللّه بن الحسين التستري أُستاذ السيّد مصطفى التفرشي ، والمولى محمد تقيّ المجلسي والمولى عناية اللّه القهبائي ، وصرّح الأخيران بأنّ أكثر فوائد كتابيهما ـ يعني شرح مشيخة الفقيه ونقد الرجال ـ منه ، وله حواشٍ وتعليقات على رجال ابن داود . ترجم له في تنقيح المقال ۲ : ۱۷۸ ، ومصفّى المقال ۵ : ۲۴۲ ، والفوائد الرضويّة : ۲۴۵ ، وغيرها .

صفحه از 368