رسالة في النجاشي - صفحه 213

وأمّا الثاني : [ في بيان حال النجاشي ]

ففي الخلاصة :
وكان أحمد يُكنّى أبا العبّاس ، ثقة مُعتمد عليه عندي ، له كتاب الرجال ، نقلنا عنه في كتابنا الكبير ، وتوفّي أبو العبّاس بمطيرآباد ۱ في جمادى الأُولى سنة خمسين وأربعمائة ، وكان مولده في صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ۲ .
قوله : «يُكنّى أبا العبّاس» يُنافي ما يقتضيه صريح كلامه في ترجمة السيّد المرتضى رحمه الله ۳ ، وكذا كلامه في الإجازة لبني زهرة ۴ ، وكذا كلام السيّد ابن طاووس ـ أعلى اللّه مقامه ۵
ـ من أنّه يُكنّى أبا الحسين .
وفي الرواشح :
أنّ أبا العبّاس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر ، السنَد المُعتمد عليه ، المعروف أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن النجاشي ، الذي ولي الأهواز ۶ .
وفي شرح مشيخة الفقيه للمولى التقيّ المجلسي قدس سره أنّه وثّقه العلاّمة ـ عليه الرحمة ـ بل أكثر الأصحاب ؛ لأنّهم يَعتمدون عليه في الجرح والتعديل ، وهو ثَبْتٌ كما يظهر من التتبّع ۷ .
وفي البحار في أوّل الكتاب عند ذكر الكتب المأخوذ منها :
وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، وأحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي ۸ .
وفي الأمل : «أنّ أحمد بن العبّاس النجاشي ثقةٌ ، جليل القدر ، يروي عن المفيد» ۹ . ۱۰
وفي تعليقات العلاّمة البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر : «أنّ النجاشي في غاية الضبط ونهاية المعرفة» ۱۱ .
وعن الوجيرة : «أنّه ثقة مشهور» ۱۲ .
وعن كتاب قبس المصباح للصهرشتي ۱۳ : «أنّه كان شيخاً بهيّاً ، ثقةً صدوقَ
اللسان عند المخالف والموافق» ۱۴ .
ومع ذلك قد جمع السيّد ابن طاووس في كتابه المُسمّى ب «حلّ الإشكال» ـ على ما قيل ۱۵ ـ كُتباً خمسة : كتابَ الرجال والفهرست للشيخ الطوسي ، وكتابَ اختيار الرجال للشيخ الطوسي أيضاً ـ وهو المختصر من كتاب الكشّي على ما يقضي به كلامه في ترجمة الفضل بن شاذان ۱۶ وترجمة أبي يحيى الجرجاني ۱۷ وغير ذلك ، وصرّح بذلك جماعة . وتفصيل الحال موكول الى ما حرّرناه في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن الحسين بن محمّد ـ وكتابَ النجاشي ، وكتابَ ابن الغضائري .
وقد أفردَ صاحب المعالم كتاب الاختيار وسمّاه ب «التحرير الطاووسي» ومقتضى صريح كلامه في ديباجة التحرير انحصار كتاب ابن طاووس في زمانه في خطّه ، وتطرُّقُ الضياع على أكثر مواضعه ۱۸ . وأفرد الفاضل التُستري كتاب ابن الغضائري .
ومقتضى الجمع المذكور شدّة اعتناء السيّد ابن طاووس بكتاب ۱۹ النجاشي كسائر الكتب المجموعة في كتابه ، وشدّة اعتنائه تكشف عن شدّة اعتناء غيره
ممّن تقدّم عليه أو عاصره ؛ لبُعد اتّفاق الاعتناء من شخصٍ خاصّ مع عدم مُشاركة غيره من الأمثال والأقران في ذلك ، وعلى هذا المِنوال يجري الحال في الموارد العرفيّة .
ومع ذلك عن السيّد ابن طاووس إكثار الاستناد إلى كلام النجاشي فيما رواه من أخبار المدح أو الذمّ عن الكشّي ۲۰ .
والظاهر أنّ المقصود منه : إكثار النقل عن النجاشي ما نقله عن ۲۱ الكشّي من أخبار المدح أو الذمّ . ومقتضاه : الاعتماد على النجاشي ، بل اشتداد الاعتماد عليه .
لكن كتاب النجاشي خالٍ عن ذكر الرواية المادحة أو القادحة غالباً ؛ مضافاً إلى أنّه لادلالة في إكثار الاستناد على الاعتماد ، فضلاً عن اشتداد الاعتماد ، بناءً على عدم دلالة رواية العدل على العدالة كما هو الأظهر . والتفصيل موكول إلى ما حرّرناه في محلّه في الأُصول .
ومع ذلك قد أكثر المحقّق ـ رحمة اللّه عليه ـ في المعتبر والنكت الاستنادَ إلى كلام النجاشي على ما نقله السيّد السند النجفي ۲۲ . ومقتضاه : الاعتماد على النجاشي .
ومع ذلك يأتي في بعض التنبيهات المرسوم في تعارض كلام النجاشي والشيخ من الكلمات ما يكفي في إفادة الوثوق والاعتماد على النجاشي كلَّ الكفاية .

1.في المصدر : «بمطرآباد» ومطيرآباد لم تذكر في المعاجم ، لكن ذكر ابن الجوزي في المنتظم ۸ : ۱۸۰ طبع الهند ، وقال : «وقع وباء بالأهواز وأعمالها وبواسط وبالنيل ومطيرآباد والكوفة . و ورد في المعاجم كمعجم البلدان ۵ : ۱۵۱ : قرية مطيرة ، وهي من نواحي سامراء .

2.خلاصة الأقوال : ۲۰ / ۵۳ .

3.خلاصة الأقوال : ۹۵ / ۲۲ .

4.بحارالأنوار ۱۰۷ : ۱۳۷ .

5.التحرير الطاووسي : ۲۵ من المقدّمة .

6.الرواشح السماويّة : ۷۶ ، الراشحة العشرون .

7.روضة المتّقين ۱۴ : ۳۳۱ .

8.بحارالأنوار ۱ : ۱۶ .

9.أمل الآمل ۲ : ۱۵ / ۳۰ .

10.قوله : «ويروي عن المفيد» في رياض العلماء : أنّه تلميذ الشيخ المفيد .

11.تعليقات الوحيد البهبهاني : ۲۴ ـ ۲۵ .

12.الوجيزة : ۱۵۲ .

13.قوله : «للصهرشتي» هو من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة ـ عليه الرحمة ـ كما عن العلاّمة المجلسي . وعن فهرست الشيخ منتجب الدين : فقيه درس قواعد الشيخ الطوسي ، وجلس مجلس درس السيّد المرتضى رحمه الله (منه سلّمه اللّه تعالى) .

14.حكاه عنه السيّد بحرالعلوم في رجاله ۲ : ۴۰ ؛ والحائري في منتهى المقال ۱ : ۲۸۷ .

15.انظر التحرير الطاووسي : ۲۴ .

16.رجال الكشّي ۲ : ۸۲۲ / ۱۰۲۹ . قال : «وقيل إنّ للفضل مائة وستّين مصنّفاً ، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست» .

17.رجال الكشّي ۲ : ۸۱۴ / ۱۰۱۶ ، قال : «وسنذكر بعض مصنفاته فإنّها مِلاح ، ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها من كتابه» .

18.التحرير الطاووسي : ۲۳ .

19.في النسختين كلتيهما : «إلى كتاب» .

20.حكاه السيّد بحرالعلوم في رجاله ۲ : ۴۳ .

21.في النسختين كلتيهما : «أن» ، بدل «عن» .

22.رجال السيد بحرالعلوم ۲ : ۴۴ ؛ وانظر المعتبر ۱ : ۹۲ ، ۲۳۰ ، ۲۹۲ ، ۳۵۶ ، ۴۰۶ ؛ وج ۲ : ۶۸۱ .

صفحه از 368