ثانيها : المسمّى بأحمد ، وهو بين رجال :

الأوّل : أحمدبن عليّ بن العبّاس بن نوح السيرافي المشهور ، وهذا أشهر هذه الطائفة المسمّاة بأحمد . وقد عنونه النجاشي وقال : «أُستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه» ^۱ .
وقال في ترجمة محمّد بن زكريّا بن دينار : «وقال لي أبو العبّاس بن نوح : إنّني أروي عن عشرة رجال عنه» . ثمّ قال :
أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح ، قال : حدّثنا أبو الحسن
عليّ بن يحيى بن جعفر السلمي الحذّاء، وأبو عليّ أحمد بن الحسين بن إسحاق بن شُعبة الحافظ ، وعبد الجبّار بن شيران الساكن بنهر جَطّى في آخرين قالوا : حدّثنا محمّد بن دينار الغَلابِي بجميع كتبه ^۲ .
وفي ترجمة محمّد بن أبي عمير : «أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح مُذاكرة» ^۳ ونقل النجاشي عنه في تراجم كثيرة .
الثاني : أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي ، وقد عقدَ له عنواناً ، وقال : «أُستادنا ألحَقَنا بالشيوخ في زمانه» ^۴ .
وفي ترجمة عبد الصمد بن بشير : «أخبرني أحمد بن محمّد بن الجرّاح» ^۵ .
وفي ترجمة محمّد بن همام : «أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الجرّاح الجندي» ^۶ .
قال السيّد السند النجفي : «ويختلف التعبير عن هذا الشيخ ، فيقال : أحمد بن محمّد بن عمران ، وأحمد بن محمّد بن الجندي ، وأبو الحسن بن الجندي ، وابن الجندي» ^۷ .
الثالث : أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز المعروف بابن عُبْدُون ^۸ ، عنونه وقال : «شيخنا» ^۹ .
الرابع : أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري ، ويقتضي شيخوختَه للنجاشي قولُه في ترجمة عليّ بن محمّد بن شيران : «كنّا نجتمع معه عند أحمد بن الحسين» ^۱۰ ، بل قوله في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل: «وقال أحمد بن الحسين رحمه الله : له كتاب في الإمامة ، أخبرنا به أبي ، عن العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن أحمد بن الحسين به» ^۱۱ على ما استند إليه السيّد السند النجفي في باب الشيخوخة ^۱۲ ، إلاّ أنّه مبنيّ على كون قوله : «أخبرنا» من أجزاء مَقول القَول ، فيكون أحمدَ بن الحسين في الأوّل ، أعني القائل ^۱۳ ، لكن يمكن أن يكون قوله : «أخبرنا» جملة مُستأنفة وإظهاراً للواسطة ، وصَرْفاً ^۱۴ لظهور قوله : «قال» في كون الإخبار بلا واسطة ، فيكون أحمد بن الحسين في الآخر هو أحمد بن الحسين في الأوّل .
إلاّ أن يقال : إنّه خلاف الظاهر ، لكن يمكن دعوى الظهور ، إلاّ أنّ الحسين من مشايخ النجاشي ، فلا مجال لكون نقل النجاشي عنه بوسائطَ .
ويقتضي مُشاركتَه للنجاشي في التحصيل قولُ النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل : «له كتب لايعرف منها إلاّ النوادر ، قرأته أنا وأحمد بن الحسين على أبيه» ^۱۵ .
وقد صرّح السيّد الداماد بالمشاركة بمُلاحظة العبارة المذكورة دون الشيخوخة من باب عدم الظفربها ^۱۶ .
ولم يأتِ السيّد السند النجفي بذكر المشاركة من باب عدم الظفر بها أيضاً ^۱۷ .
وذكر كلاًّ من الشيخوخة والمُشاركة الفاضل الخواجوئى ^۱۸ ، ولابأس باجتماعهما كما حرّرنا في الرسالة المعمولة في باب ابن الغضائري .
ويُرشد أيضاً إلى الشيخوخة المُشار إليها قولُه في ترجمة أحمد بن إسحاق : «وقال أحمد بن الحسين رحمه الله» ^۱۹ .
وكذا قوله في ترجمة أبان بن تغلب : «قال أبو الحسن أحمد بن الحسين رحمه الله» ^۲۰ .
وكذا قوله في ترجمة الحسين بن أبي العلاء : «وقال أحمد بن الحسين رحمه الله» ^۲۱ .
وكذا قوله في ترجمة جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي : «ذكرَ أحمد بن الحسين رحمه الله» ^۲۲ .
وكذا قوله في ترجمة جعفر بن عبد اللّه : «قال أحمد بن الحسين رحمه الله» ^۲۳ .
وكذا قوله في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك : «قال أحمد بن الحسين» ^۲۴ .
وكذا قوله في ترجمة خالد بن يحيى بن خالد : «ذكره أحمد بن الحسين وقال : رأيت له كتاباً في الإمامة» ^۲۵ .
وكذا قوله في ترجمة خَيبَري بن عليّ الطحّان : «ذكر ذلك أحمد بن الحسين» ^۲۶ .
وكذا قوله في ترجمة محمّد بن عبد اللّه بن جعفر: «قال لنا أحمد بن الحسين» ^۲۷ .
لكن يمكن أن يقال : إنّ ما كان بلفظ «قال» ـ كما هو الغالب فيما ذكر ـ غير صريح ^۲۸ في اللقاء ، بل كثيراً يُحكى القول في جميع الفنون عمّن لم يلقه الحاكي ، بل قد حكى السيّد السند النجفي : أنّ النجاشي ينقل القول كثيراً عمّن لم يلقه كابن الجنيد ^۲۹ .
وعلى مِنوال حال «قالَ» حالُ «ذكرَ» إذ كثيراً مّا يذكر الذكر في جميع الفنون ، والغرض الذكر في الكتاب دون الشفاهة .
نعم ، قوله : «لنا» في الترجمة الأخيرة صريح في الرواية .
وربما قيل برواية النجاشي عن أحمد في ترجمة حمّاد بن عيسى .
وفيه : أنّه قال النجاشي : «أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه » ^۳۰ ، فالرواية عن والد أحمد لا أحمد ، والأمر من باب اشتباه الوالد بالولد .
الخامس : أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه الجعفي،روى عنه بهذا الاسم والنسبة في ترجمة محمّد بن سلمة بن أرتبيل ^۳۱ . ^۳۲ وروى عنه بهذا الاسم دون النسبة في ترجمة محمّد بن عيسى الأشعري ^۳۳ ، وكذا القاسم بن الوليد ^۳۴ إلاّ أنّه بدّل في الأوّل المُكبّر ـ أعني عبد اللّه ـ بالمُصغّر ، أعني عبيد اللّه ، وزاد في الأخير الكنية ، أعني أبا عبد اللّه مُضافاً إلى التبديل . قال : «قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه » .
قال السيّد السند النجفي : «وكأنّ عبيد اللّه هو عبد اللّه ، يصغّر ويكبّر» ^۳۵ .
قوله : «وكأنّ» بالتشديد من باب الحروف المشبّهة بالفعل ، أو بالتخفيف من باب الأفعال الناقصة ، فالمرجع إلى اتّحاد عبد اللّه وعبيد اللّه ، فيتّحد «الأحمد» على الأخير ، أو الشكِّ في اتّحاد عبد اللّه وعبيد اللّه ، فيتأتّى الشكّ في اتّحاد «الأحمد» على الأوّل .
وروى في ترجمة عبد اللّه بن طلحة وعبد الرحمن بن سالم وعبد الكريم بن هلال وعبد الملك بن حكيم عن القاضي أبي عبد اللّه الجعفي عن أحمد بن محمّد بن سعيد ^۳۶ .
والظاهر أنّ القاضي هو أحمد بواسطة توصيف القاضي بالجعفي في هذه الروايات ، وتوصيف أحمد به في الرواية عن محمّدبن سلمة ^۳۷ ؛ فيتّحد القاضي الجعفي وأحمد بن محمّد بن عبد اللّه أو عبيد اللّه .
وروى في ترجمة عبد الرحمن بن أبي نجران عن القاضي أبي عبد اللّه عن أحمد بن محمّد ^۳۸ . وفي ترجمة أبان بن محمّد عن القاضي أبي عبد اللّه الجعفي عن أحمد بن سعيد ^۳۹ . والظاهر أنّ القاضي أبا عبد اللّه هو الجعفي ، ولاسيّما مع ذكر كنية أبي عبد اللّه في أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه في ترجمة محمّد بن عيسى ^۴۰ ، بناءً على اتّحاد أحمد بن محمّد بن عبد اللّه و أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه كما هو الظاهر ، بل لاكلام فيه .
كما أنّ الظاهر أنّ أحمد بن سعيد هو أحمد بن محمّد بن سعيد .
وفي كلام السيّد السند النجفي : نَقْل رواية عبد الكريم بن هلال وعبد الملك بن حكيم عن أحمد بن محمّد ^۴۱ ، وكذا نقل رواية أبان بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن سعيد ^۴۲ ، وكذا نقل رواية القاضي أبي عبد اللّه الجعفي في ترجمة عبد اللّه بن سالم ^۴۳ .
ويضعّف الأوّل : بأنّ المنقول عنه أحمد بن سعيد ، لا أحمد بن محمّد بن سعيد ، كما يظهر ممّا مرّ .
ويضعّف الأخير : بأنّ عبد اللّه بن سالم غير معنون في كلام النجاشي ، والصواب عبد الرحمن بن سالم كما مرّ .
السادس : أحمد بن محمّد بن هارون ، روى عنه في ترجمة إسماعيل بن زيد الطحّان ، وجعفر بن بشير ، والحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، وغيرهم ^۴۴ . وهو يروي في الكلّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، وهو ابن عقدة .
وروى في ترجمة الحسين بن حمّاد وغيره عن أحمد بن محمّد بن سعيد ^۴۵ ، وفي ترجمة محمّد بن أبي عمير عن أحمد بن هارون عن أحمد بن محمّد بن سعيد ^۴۶ ، والمقصود بأحمد بن محمّد وأحمد بن هارون هو أحمد بن محمّد بن هارون .
السابع : أحمد بن محمّد الأهوازي ، وقد روى عنه في ترجمة محمّد بن إسحاق بن عمّار ^۴۷ ، وهو المعروف بأبي الصلت ، كما ذكره الشيخ في الفهرست ، قال في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن يحيى : «أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بأبي الصلت الأهوازي» ^۴۸ . وقال النجاشي في ترجمة برية ^۴۹ العبادي : «أخبرنا ابن أبي الصلت الأهوازي» ^۵۰ .
ويمكن أن يُعدّ من هذا الباب رجلان :
أحدهما : أحمد بن محمّد بن المستنشق ، روى عنه في ترجمة عبد اللّه بن مسكان ، عن أبي عليّ بن هَمّام ^۵۱ ، لكن استظهر السيّد السند النجفي كونه هو ابنَ الجندي بواسطة روايته عن أبي هَمّام ؛ حيث إنّ النجاشي روى عن ابن الجندي عن ابن همّام ، فيكون المستنشق من ألقاب الجندي ^۵۲ .
ثانيهما : أحمد بن محمّد بن يحيى ، روى عنه في ترجمة سندي بن الربيع ^۵۳ ، لكن حكم السيّد السند النجفي بكونه سهواً ؛ نظراً إلى أنّ النجاشي يروي عن أحمد بن يحيى بتوسّط بعض مشايخه يعني عليّ بن أحمد بن محمّد بن أبي جيد ^۵۴ ، واستظهر أنّ السند : أحمد عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، والمراد بالأوّل أحمد بن نوح ، فأسقط النسّاخ ما سقط لتوهّم التكرار ^۵۵ .