خامسها : المسمّى بالحسين ، وهو بين رجال :

الأوّل : حسين بن عبيد اللّه الغضائري ، وقد عقدَ لهُ عنواناً ، وذكرَ أنّه شيخُه وله كتب وأجازه جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ^۱ . وروى عنه في ترجمة جعفر بن المُثنَّى ، وحكم بن حكيم ، وحمّاد بن عيسى وغيرها ^۲ . وقد حرّرنا حاله في الرسالة المعمولة في باب ابنه المعروف بابن الغضائري .
الثاني : أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد المخزومي الخزّاز ، المعروف بابن الخمري ^۳ ، وروى عنه على الوجه المذكور في ترجمة عبد اللّه بن إبراهيم بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام ^۴ ، وفي ترجمة خلف بن عيسى : «أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الخُمري» ^۵ . وروى عنه في ترجمة عليّ بن بابويه عن أبي جعفر الصدوق أنّه قال : «ولِدتُ بدعوة صاحب الأمر عليه السلام» ويفتخر بذلك ، والدعوة إشارة إلى ما ذكره النجاشي من أنّ عليّ بن بابويه قدم العراق واجتمع مع ابن روح وكاتبه على يد عليّ بن جعفر الأسود يسأله أن يُوصلَ لهُ رُقعة إلى الصاحب ويسألَه فيها الولد ، فكتب إليه : «قد دعونا اللّه لك بذلك ، وستُرزق ولدين ذَكَرين خيّرين» ^۶ .
وربّما يُشبه المقام ما في ترجمة محمّد بن سنان عن الحسين بن داود من أنّه
ـ أي الحسينَ ـ دخل على أبي جعفر عليه السلام وبأهله حَبَلٌ ، فقال : ادعُ اللّه أن يرزقني غلاماً ذكراً ، فأطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه وقال : «اذهب ، فإنّ اللّه يرزقك غلاماً ذكراً» ثلاثَ مرّات ، فقدم مكّة وحكى ذلك لجماعة ، منهم محمّد بن سنان ، فقالوا : أيّا فهمت منه ، ذكراً أو ذكيّاً؟ ^۷ فقال ابن سنان ^۸ : أما أنت ستُرزق ولداً ذكراً إمّا يموت على المكان أو يكون ميّتاً ، فقيل لمحمّد بن سنان : أسأت ، قد علمنا الذي علمت ، فأتى غلام ، فقال : أدرك ، فقال : مات أهلك ، فذهب مسرعاً ووجدها على شرف الموت ، ثمّ لم تلبث أن ولدت غلاماً ذكراً ميّتاً ^۹ .
وفي ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة : «له كتاب عمل السلطان ، أجازنا روايته أبو عبد اللّه الخُمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلامسنة أربعمائة عنه» ^۱۰ .
وفي ترجمة محمّد بن الحسن بن شمّون ^۱۱ : أنّه عاش مائة وأربع عشر سنة ، ثمّ قال : «وأخبرنا بسنّه أبو عبد اللّه الخُمري» ^۱۲ .
الثالث : أبو عبد اللّه الحسين بن أحمدبن موسى بن هديّة ، روى عنه في ترجمة عليّ بن مهزيار من غير تكنية بأبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «أخبرنا محمّد بن
محمّد والحسين بن عبيد اللّه والحسين بن أحمد بن موسى بن هديّة ^۱۳ » ^۱۴ ، لكنّه ذكر الكنية في ترجمة عبد العزيز بن يحيى بن عيسى الجَلُودي ، قال : «أخبرنا أبو عبد اللّه بن هديّة» ^۱۵
.
وفي ترجمة محمّد بن عبدالمؤمن: «أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى» ^۱۶ .
وفي ترجمة سعد بن عبد اللّه : «أخبرنا محمّد بن محمّد، والحسين بن عبيد اللّه ، والحسين بن موسى» ^۱۷ .
وفي ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران : «أخبرنا الحسين بن موسى ^۱۸ » . وكذا في ترجمة محمّد بن الحسن الميثمي ^۱۹ .
والمقصود بالحسين في الجميع هو الحسين بن أحمد بن موسى .
وفي ترجمة الحسن بن عليّ بن أبي عَقِيل : «أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمّد» ^۲۰ .
وقد جرى السيّد السند النجفي على طرح الاتّحاد بين هذا الحسين والحسين بن أحمد بن موسى ^۲۱ . وهو مبنيّ على تعدّد اسم موسى أو هديّة ، بأن كان موسى أو هديّة يُسمّى بمحمّد أيضاً ، أو كونِ والد هديّة أو بعض أجداده يُسمّى بمحمّد أيضاً ، حتّى تكون الإضافة إليه بإسقاط الواسطة ، والأوّل بعيد ،
والثاني غير ثابت ، وفيه الكفاية .
وإن قلت : إنّ هديّة من باب اللقب ، فلا بأس بكون المُلقّب به يُسمّى بمحمّد أيضاً .
قلت : كون هديّة من باب اللقب غير معلوم وفيه الكفاية ، بل الظاهر كونه اسماً .