[ 4 ـ محمّد بن إبراهيم ]
وقال النجاشي في ترجمة محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني المتقدّم : «شيخ من أصحابنا» ۱ فالضمير في قوله : «شيخنا» للمتكلّم مع الغير والإضافة بتقدير «من» ، وليس الضمير للتعظيم والإضافةُ بتقدير اللام كما هو الظاهر ، وهو مَبنى احتمال كون محمّد بن إبراهيم من مشايخ النجاشي .
إلاّ أن يقال : إنّ عَدَّ كتاب الغيبة من كتب محمّد بن إبراهيم في ترجمته وإن يقضي بعَود قوله : «شيخنا» إلى محمّد بمُلاحظة قوله : «صاحب كتاب الغيبة» لكن قوله : «شيخ من الأصحاب» لايوجب صَرْف قوله : «شيخنا» عن ظاهره ؛ إذ لامُنافاة بين كونه شيخاً للنجاشي وشيخاً من الأصحاب .
لكن يمكن أن يقال : إنّ الظاهر من قوله : «شيخ من الأصحاب» هو عدم شيخوخته له ؛ قضيّةَ مَقام البيان ؛ حيث إنّه لو كان شيخاً له ، لكانَ مُقتضى مَقام البيان ذِكرَه ، بل لايَستعمل ذلك أحد في حقّ شيخه .
إلاّ أن يُقال : إنّ غاية الأمر لزوم ارتكاب خلاف الظاهر في قوله : «شيخنا» بقرينة قوله : «شيخٌ مِنَ الأصحاب» أو بالعكس ، ولايتعيّن الأوّل كما هو مدار
الإشكال المتقدّم في دلالة قول النجاشي : «شيخنا» على شيخوخة محمّد .
لكن يمكن أن يقال : إنّ ظهور قوله : «شيخ من الأصحاب» في عدم الشيخوخة له أقوى من ظهور قوله : «شيخنا» في الشيخوخة له ؛ إذ كثيراً مّا يُستعمل «شيخنا» في غير الشيخ بالمعنى المُتعارف .
إلاّ أن يقال : إنّ هذا المَقال في كلام غيرِ أرباب الرجال خالٍ عن المَقال ، وأمّا في كلام أرباب الرجال فهو محلّ الإشكال .
لكن يُمكن أن يقال : إنّ الفتور في الظهور لايختصّ بالاستعمال في خلاف الظاهر في كلام أرباب الرجال ، بل يتطرّق الفتور في الظهور بالاستعمال في خلاف الظاهر ، ولا ۲ في كلام غير أرباب الرجال . وعلى هذا المِنوال الحال في كلام سائر أرباب الفنون ، فلايختصّ الفتور في الظهور باستعمال اللفظ في خلاف الظاهر في كلام أرباب فنّ ، بل يتطرّق الفتور ولو بالاستعمال في خلاف الظاهر في كلام أرباب فنٍّ آخر ، فتدبّر .
وأيضاً قال في ترجمة أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان : «أخبرنا ابنه أبو الحسن» ۳ . ومقتضاه : كون أبي الحسن من مشايخه .
وأيضاً قال في ترجمة عليّ بن عليّ بن رزين ، أخي دعبل : «قال عثمان بن أحمد الواسطي» ۴ . ومقتضاه كون عثمان من مشايخه .
لكن نقْل القول بمجرّده غير صريح في اللقاء ، ولاسيّما مع إكثار النجاشي نقل القول عمّن لم يلقَه ، وقد تقدّم الكلام فيه ، بل يمكن اتّحاد عثمان مع أبي الحسن بن أحمد بن شاذان المتقدّم .
وأيضاً عقد عنواناً لمحمّد بن جعفر بن أبي الفتح الهمداني ، وتعرّض لحاله ،
ولم يذكُر الطريق إليه ۵ . والظاهر أنّه من مشايخه ، وقد اعترف به السيّد السند النجفي في بعض كلماته .
إلاّ أن يُقال : إنّ من عقدَ له العنوان وتعرّض لحاله ولم يذكر الطريق إليه غير عزيز ، ولايلتزم بشيخوخة الكلّ مُلتزِم ، بل الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ عدم شيخوخة أحدٍ منهم .
وأيضا قال في ترجمة حُصين بن المخارق : «أخبرنا أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد الأصفهاني» ۶ . ومُقتضاه : كون أبي الفرج من مشايخه .
وأيضاً قال في ترجمة الحسين بن نُعَيم بن صحّاف : «قال عثمان بن حاتم بن مُنْتاب» ۷ .
وأيضاً قال في ترجمة الحسن بن عليّ بن أبي عقيل : «أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمّد» ۸ . إلاّ أنّ السيّد السند النجفي قد طرح الاتّحاد بينه وبين حسين بن أحمد بن موسى بن هديّة ، وقد تقدّم طرح الكلام فيه .
1.رجال النجاشي : ۳۸۳ / ۱۰۴۳
2.كذا . والأنسب «ولو» .
3.رجال النجاشي : ۸۴ / ۲۰۴ .
4.رجال النجاشي : ۲۷۶ / ۷۲۷ .
5.رجال النجاشي : ۳۹۴ / ۱۰۵۳ .
6.رجال النجاشي : ۱۴۵ / ۳۷۶ .
7.رجال النجاشي : ۵۳ / ۱۲۰ ، والموجود فيه : «الحسين بن نعيم الصحّاف» .
8.رجال النجاشي : ۴۸ / ۱۰۰ .