رسالة في النجاشي - صفحه 255

الثاني : [في من اشترك فيه النجاشي والشيخ من المشايخ أو اختصّ به]

أنّه قد شارك الشيخ النجاشي في طائفه من المشايخ المتقدّمة،واختصّ النجاشي بسائر تلك المشايخ ممّن عدا الطائفة ، واختصّ الشيخ أيضاً بطائفة أُخرى .
أمّا الأُولى : فهي بين من اشترك فيه التهذيبان والفهرست ـ كشيخنا المفيد ، والحسين بن عبيد اللّه ، وأحمد بن عبدون وابن أبي جيد . وهؤلاء الأربعة كُلاًّ أو بعضاً هم الغالب في مشيخة التهذيبين ، ولعلّ ابن أبي جيد أقلّ ممّن عداه ـ ومن اختصّ به الفهرست كأحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت الأهوازي ، وهو طريقه إلى ابن عقدة ۱ . وكذا عليّ بن شِبْل بن أسد ، روى عنه في ترجمة إبراهيم بن إسحاق الأحمري .
وأمّا الثانية : فقد حكى السيّد السند النجفي رواية الفهرست عن السيّد الأجلّ المرتضى في إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي ، ومحمّد بن يعقوب الكليني ۲ . وعن الشريف أبي محمّد الحسن بن قاسم المحمّدي في إسماعيل بن عليّ الخزاعي ، ومحمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة الصفواني ، ومحمّد بن عليّ بن الفضل . وعن أحمد بن إبراهيم القزويني ، والحسين بن إبراهيم القزويني وجعفر بن الحسين بن حَسكَة القمّي ۳ ، ومحمّد بن سليمان الحمراني ،
وأبي طالب بن فرقد في ترجمة أبي عمرو ابن أخي السكوني البصري ، والحسين بن أبي غندر ، وأحمد بن محمّد بن الجندي ، ومحمّد بن عليّ بن بابويه ۴ .
قوله : «في ترجمة أبي عمرو» إلى آخره ، والظاهر أنّ الأمر من قبيل اللفّ والنشر المرتّب ، لكنّ الرواية عن أبي طالب في ترجمة أحمد بن محمّد الجندي ، والرواية عن جعفر بن الحسين ومحمّد بن سليمان في ترجمة محمّد بن عليّ بن بابويه ، فالأمر من باب السهو .
لكن يمكن أن يكون الأمر من قبيل اللفّ والنشر المختلط، كقولك: هو شمس وأسد وبحر ، جوداً وبهاءً وشجاعة ، فلا يتأتّى السهو ، لكن ذلك خلاف الظاهر .
وإنّما قلنا : من قبيل اللفّ والنشر المرتّب ، وكذا المُختلط ؛ إذ المَدار في اللفّ والنشر على ما ذُكر في البديع على الوثوق بردّ السامع كلّ واحدٍ من آحاد النشر إلى ما له من آحاد اللفّ ، والظاهر منه كون المدار على ظهور الردّ عُرفاً من دون حاجةٍ إلى الرجوع إلى الخارج كما في المقام ، فالأمر في المقام خارج عن اللفّ والنشر ، لكنّه في حكمه .
نعم ، لو كان المَدار في اللفِّ والنشر على الأعمِّ من الردِّ بتوسّط الخارج ، فالأمر في المقام داخل في باب اللفّ والنشر .
قال السيّد السند المُشار إليه :
فهؤلاء جُملة مَشايخ الشيخ ممّن شاركَ فيهم النجاشي أو اختصَّ بهم ،
وهم ثلاثةَ عشرَ شيخاً ، اختصَّ الشيخ بالرواية عن سبعةٍ منهم ، وشاركه النجاشي في الباقين ، وانفرد ـ أي النجاشي ـ بأربعة وعشرين من مشايخه المتقدّمين .
ثم قال :
والذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علوّ السند ، وتقليل الوسائط ، كما هو دأب المحصّلين ، خصوصاً المتقدّمين ، وهذا هو السبب في عدم روايته عمّن هو في طبقته من العلماء الأعاظم ، كالسيّد المرتضى ، وأبي يعلى بن محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفري ۵ ، وأبي يعلى سلاّر بن عبد العزيز الديلمي ، وغيرهم ، ولعلّه الوجه في تركه الرواية عن أكثر رجال الشيخ الذين اختصَّ بهم ؛ اكتفاءً بالرواية عن مَشايخهم أو من هو أعلى سَنَداً منهم ۶ .

1.قوله : «وهو طريقه إلى ابن عقدة» مقتضى كلام الشيخ في الفهرست في ترجمة ابن عقدة أنّ كلاًّ من ابن المهتدي وابن الصلت طريق له إلى ابن عقدة ، وأجاز له ابن الصلت جميع روايات ابن عقدة ، فابن المهتدي أيضاً من مشايخ الشيخ كابن الصلت ، واقتصر في الفهرست على ابن الصلت (منه سلّمه اللّه ) .

2.رجال السيّد بحرالعلوم ۲ : ۸۷ .

3.قوله : «حسكة» بفتح المهملتين كما هو ظاهر رياض العلماء ، وقد ذكر فيه أنّ حسكة مخفّف حسن كيا ، والكيا من باب اللقب ، ومعناه بلغة أهل جيلان ومازندران والريّ الرئيسُ ونحوُه من كلمات التعظيم ، ومستعمل في مقام المدح ، وذكر فيه أيضاً أنّ حسكا بفتح المهملتين أيضاً لقب مخفّف من حسن كيا ، وقد عنون في الأمل حسكة بن بابويه ، وظنّه المدعوّ بحسكا وردّ عليه في رياض العلماء ، ومقتضى صريح كلامه التعدّد ، وكون حسكة وحسكا من طائفة واحدة (منه سلّمه اللّه ) .

4.رجال السيّد بحرالعلوم ۲ : ۸۸ .

5.قوله : «الجعفري» قد يطلق من باب النسبة إلى جعفر الطيّار وعَدَّ منه في رياض العلماء إطلاقَ الجعفري على بعض الأشخاص ، وقد يطلق من باب النسبة إلى مولانا جعفر الصادق سلام اللّه عليه . قال في رياض العلماء : والمعروف بهذه النسبة جماعة منهم السيّد الشريف أبو يعلى حمزة بن محمّد الجعفري تلميذ الشيخ المفيد وصهره واحتمل كون الأمر في أبي يعلى من باب الانتساب إلى جعفر الطيّار ، وقد يطلق من باب نسبة المذهب ، كما في المذهب الجعفري . قال في رياض العلماء : وذلك شائع في الأخبار والآثار ، وعدّ منه قول الصادق سلام اللّه عليه ممّا رواه في المحاسن : «إن الإنسان إذا خلق علوياً أو جعفرياً» . (منه سلّمه اللّه ) .

6.رجال السيّد بحرالعلوم ۲ : ۸۸ .

صفحه از 368