[ كلام الفاضل الكاظمي والشهيد الثاني ]
ومنها : ما عن الفاضل الأمين الكاظمي في ترجمة الحكم بن علباء من أنّه لاتخفى على المُمارس أغلاط الشيخ .
ومنها : ما صنعه الشهيد الثاني ؛ حيث عمل رسالة في الإجماعات التي نقلها الشيخ وخالفها نفسه ، وقد عدّ تلك الرسالة في الدرّ المنثور من مصنّفات الشهيد الثاني ممّا لم يذكره ابن العودي ۱ . وهي إنّما تُوهن الشيخ ، وتكشف عن عدم انضباط أمره في باب نقل الإجماع ، أو في غير هذا الباب أيضا في الجملة . وعلى التقديرين يتطرّق الوهن في الجملة .
[ كلام المولي التقيّ المجلسي ]
ومنها : ما ذكره المولى التقيّ المجلسي في شرح مشيخة الفقيه في قوله :
واعلم أنّ كلّ ما وقع من الشيخ الطوسي من السهو والغفلة باعتبار كثرة تصانيفه ومشاغله العظيمة ، فإنّه كان مرجع فضلاء الزمان ، وسمعنا من المشايخ وحصل لنا الظنّ من التتّبع أنّ فضلاء تلامذته الذين كانوا من المجتهدين يزيدون على ثلاثمائة فاضل من الخاصّة ، ومن العامّة مالايحصى ، فإنّ الخلفاء أعطوه كرسيَّ الكلام ، وكان ذلك لمن كان وحيداً في ذلك العصر . مع أنّ أكثر التصانيف كان في أزمنة الخلفاء
العبّاسية ؛ لأنّهم كانوا مُبالغين في تعظيم العلماء والفضلاء من العامّة والخاصّة ، ولم يكن إلى زمان الشيخ تقيّة كثيرة ، بل كانت المباحثة في الأُصول والفروع حتّى في الإمامة في المجالس العظيمة . وذكر ابن خلّكان جماعة كثيرة من أصحابنا في تاريخه ، وكانوا بحيث لايُمكنهم إخفاء مذاهبهم . ومباحثات القاضي عبدالجبّار والباقلاني وغيرهما مع المفيد والمرتضى وشيخ الطائفة مذكورة في تواريخ الخلفاء . فلهذه المشاغل العظيمة يقع منه السهو كثيراً ۲ .
ومقتضى هذه العبارة وقوع كثرة السهو والغفلة من الشيخ في الجملة أيضا .
1.الدرّ المنثور ۲ : ۱۸۹ .
2.روضه المتّقين ۱۴ : ۴۰۵ .