رسالة في النجاشي - صفحه 334

[ كلام الفاضل الشيخ محمّد في تعليقات الاستبصار ]

ومنها : قول الفاضل الشيخ محمّد في تعليقات الاستبصار مُشيراً إلى بعض الأسانيد : «هذا الإسناد مبنيّ على ما قبله ، وهذه طريقة القدماء ، وربّما غفل عنها الشيخ فتَضيع بسببها أحاديثُ» ۱ .
أقول : قد أكثر الكليني الابتداءَ ببعض أجزاء السند السابق غير الجزء الأوّل ، واختلف فيه على القول بكونه من باب الإرسال كما هو المنقول في المنتقى عن بعض ۲ .
والقولِ بكونه من باب حوالة الحال إلى السند السابق كما هو المقصود بالعبارة المذكورة ، وعليه جرى شيخنا البهائي ، وصاحب المعالم في المنتقى ، والمولى التقيّ المجلسي ، والمحدّث الجزائري .
والقولِ بكون الرواية اللاحقة كالرواية السابقة مأخوذةً من كتاب صدر سند الرواية اللاحقة ، فالواسطة بينه وبين الكليني ـ أعني : صدر سند الرواية السابقة ۳ ـ من باب مشايخ الإجازة ذكرت تارةً في سند الرواية السابقة ، وتركت أُخرى في سند الرواية اللاحقة كما هو مقتضى بعض كلمات العلاّمة المجلسي في أربعينه .
والأوسط هو الأظهر .
وقد ابتدأ الشيخ كثيراً بمن ابتدأ به الكليني ، وقد اختلف فيه على القول بكونه من باب الغفلة عن طريقة الكليني ، كما هو مقتضى العبارة المذكورة ، وعليه جرى
في المنتقى ، واختاره الفاضل التستري .
والقول بكونه من باب الاختصار كما نصره المولى التقيّ المجلسي .
وتفصيل الحال موكول إلى ما حرّرناه في الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن أبي داود وغير ذلك .
ومع جميع ذلك ناهيك في المقام اشتهارُ كون النجاشي أضبطَ من الشيخ في الرجال ، لكن أين مقامات فضل الشيخ من النجاشي ، ثمّ أين .
ويظهر صدق هذه الدعوى بمُلاحظة ما ذكره الشيخ في الفهرست في ترجمة نفسه ۴ .
ولقد بالغ الطبرسي في فاتحة مجمع البيان في وصف تبيانه ۵ ، وأبلغُ من كلامه كلامُ السيّد السند النجفي ۶ ، وقد أوردنا كلامهما في الرسالة المعمولة في نقد الطرق .

1.تعليقات الاستبصار ، لم تطبع .

2.منتقى الجمان ۱ : ۲۳ .

3.تفسير لمرجع ضمير «بينه» وحقّه التقديم على «وبين» .

4.الفهرست : ۱۵۹ / ۷۰۹ .

5.مجمع البيان : ۱ : ۱۰ .

6.رجال السيّد بحر العلوم ۳ : ۲۲۸ .

صفحه از 368