الرابع عشر : [ وضع كتاب النجاشي ]
إنّ وضع كتاب النجاشي ـ كما يُفصِح عنه التصفُّح في الكتاب ويدلّ عليه كلام النجاشي في أوّل الكتاب ـ على ذكر أصحاب التصنيف والمصنّفات ، وبيان الطُرق إلى المصنّفات ، من دون التزام الجرح والتعديل ، فإنّ التراجم خالية عن الجرح والتعديل في الأغلب .
وبهذا يظهر ضعف التمسّك على عَود التوثيق ـ فيما لو تردّد بين العَود إلى صاحب العنوان المذكور بالأصالة ، والعَود إلى المذكور بالتَبع ـ إلى صاحب العنوان بلزوم خلوّ الترجمة عن التعرّض لصاحب العنوان بالجرح أو التعديل أو غيرهما على تقدير العَود إلى المذكور بالتبَع ؛ لفرض عدم ذكر شيء آخر يُوجب
شرح الحال ، مُضافاً إلى أنّه يُمكن أن يكون صاحب العنوان مجهولَ الحال كما هو الحال في المجاهيل ؛ حيث إنّه عنون المجهول وسكت عن حاله .
وربّما يتوهّم أنّ حال الفهرست على منوال كتاب النجاشي .
وهو مدفوع : بأنّ الفهرست وإن كان موضوعاً لذكر أصحاب الأُصول والمصنّفات مع ذكر الأُصول والمصنّفات ـ كما يدلّ عليه كلام الشيخ في أوّل الفهرست ـ إلاّ أنّه قد التزم الشيخ بيانَ ما قيل في الراوي من الجرح والتعديل ، وبيانَ حال اعتقاده ، كما يدلّ عليه كلام الشيخ في أوّل الفهرست أيضا ۱ .