رسالة في النجاشي - صفحه 357

[ في اشتباه ابن داود في المقام ]

وقد تطرّق في المقام الاشتباه لابن داود بوجهٍ آخر ؛ حيث إنّه قال :
عمرو بن إلياس البجلي الكوفي (قر ، ق ، جخ ، جش) هو أبو إلياس ابن عمرو بن إلياس البجلي ابن ابن الأوّل (ق ، جش) ثقة ، روى عن الطاطري ، وأخواه يعقوب ورقيم ثقتان ۱ .
ولايخفى أنّ أبا إلياس ـ وهو عمرو بن إلياس ـ لم يكن جدّه إلياسَ كما هو مقتضى كلام ابن داود ، ومع هذا لامعنى لقوله : «ابن ابن الأوّل» والظاهر أنّه كان الأصل «عمرو بن إلياس بن عمرو بن إلياس» كما هو عبارة النجاشي في العنوان الثاني ، وكان الغرض تعدّدَ العنوان كما يُرشد إليه تكرار من النجاشي ، أعني «جش» فسقط بعد قوله : «إلياس» عمرو بن إلياس .
ومع هذا ، قوله : «روى عن الطاطري» مبنيّ على الاشتباه ؛ إذ ما ذكره النجاشي روايةُ الطاطري عن عمرو بن إلياس ، لارواية عمرو عن الطاطري .
وأيضاً قد ذكر العلاّمة في الخلاصة في ترجمة أحمد بن محمّد بن عمّار : أنّه روى عنه ابن حاتم القزويني ۲ .
قال السيّد السند التفرشي :
ولم أجِد في كُتب الرجال والأخبار رواية ابن حاتم القزويني عنه ، بل ذكر النجاشي والشيخ في كتابه أنّ عليّ بن حاتم القزويني روى عن أحمد بن عليّ الفائدي الذي ذكره العلاّمة بعده بلافصل ، كما ذكره الشيخ في الرجال بلافصل ، وكان هذا سببَ الاشتباه ، بل عن بعض نسخ الخلاصة رواية ابن حاتم الهروي ۳ .
وقال الفاضل الشيخ محمّد : «والظاهر أنّه سهو وغلط بلاريب» ۴ .
وممّا يؤيّد الاشتباه : أنّ العلاّمة ذكر أحمد بن عليّ ولم يذكر أنّ ابن حاتم روى عنه ۵ ، وابن حاتم الهروي غير موجود في الرجال .
وبالجملة ، فالظاهر أن منظر نظره كان كتابَ النجاشي دون الفهرست بحكم الغلبة ، فوقوعه فيما وقع من أجل متابعة النجاشي والعجلة .
وأيضاً عنون في الخلاصة عمربن خالد الحنّاط بالنون وقال : «مولى ، ثقة ، عين» ۶ ، وقد سبقه بما ذكره النجاشي ، إلاّ أنّه ذكر أنّه روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ۷ .
قال الفاضل الشيخ عبد النبيّ : «وكان على العلاّمة أن يذكر أنّ عمر بن خالد يروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، وكان إسقاط ذلك سهواً» ۸ .
وأيضاً قد عنون النجاشي «أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد العمِّي المكنّى بأبي بشر» ۹ .
وعنون في الخلاصة «أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى المكنّى بأبي بشر» ۱۰ . والظاهر أنّ زيادة «ابن محمّد» من باب السهو ؛ لمُطابقة عنوان الشيخ في الفهرست لعنوان النجاشي ۱۱ .
وأيضاً قدعنون النجاشي أحمد بن عائذ بن حبيب ۱۲ . وفي الخلاصة أبو حبيب ۱۳ . والظاهر أنّه سهو كما في المنهج أيضاً ۱۴ ، مع مطابقة عنوان ابن داود لعنوان النجاشي ۱۵
.
وأيضاً قد وثّق في الخلاصة تبعاً للنجاشي شهاب بن عبد ربّه في ترجمة إسماعيل بن عبد الخالق ، وسكت عن توثيقه في ترجمته ، بل قال : «وقد ذكرنا ما يتعلّق بمدحه وذمّه وبيّناه في كتابنا الكبير» ۱۶ ففيه غفلة .
وأيضاً قال في الخلاصة في ترجمة عبد اللّه بن مسكان :« وقال النجاشي : روي أنّه لم يسمع من الصادق عليه السلامإلاّ حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحجّ» ۱۷ .
والصواب : «وقال الكشّي» ؛ إذ النجاشي لم يُورد ذلك ، بل أورده الكشّي لولم تكن روايته عن يونس، أو العيّاشي على حسب الإحتمالات المتطرّقة في العبارة ۱۸ .
ويظهر تفصيل الحال بمُلاحظة الرسالة المعمولة في أصحاب الإجماع .
والظاهر أنّه من جهة الاعتياد على الأخذ من النجاشي ، نظير ما صنعه في ترجمة عبد اللّه ميمون كما مرّ ؛ حيث جرى على التوثيق أخذاً من النجاشي ، ثمّ قال : «والاعتماد على ما قاله النجاشي» مع عدم سبق نقل التوثيق عن النجاشي .

1.رجال ابن داود : ۱۴۶ / ۱۱۳۶ .

2.خلاصة الأقوال : ۱۶ / ۱۸ ، وفيه : «أبو حاتم» .

3.نقد الرجال ۱ : ۱۶۶ / ۱۵۴ .

4.استقصاء الاعتبار ، لم يطبع . لا يخفى ما في الجمع بين كون السهو ظاهرا وكونه بلا ريب إلاّ أن يكون المراد نفي الريب عن الظهور لا عن السهو .

5.خلاصة الأقوال : ۱۶ / ۱۹ .

6.خلاصة الأقوال : ۱۲۰ / ۹ .

7.رجال النجاشي : ۲۸۶ / ۷۶۴ .

8.حاوي الأقوال ۲ : ۱۲۲ .

9.رجال النجاشي : ۹۶ / ۲۳۹ ، وفيه «أحمد بن إبراهيم بن المعلّى» .

10.خلاصة الأقوال : ۱۶ / ۲۰ .

11.الفهرست : ۳۰ / ۹۰ .

12.رجال النجاشي : ۹۸ / ۲۴۶ .

13.خلاصة الأقوال : ۱۸ / ۲۸ .

14.منهج المقال : ۳۷ .

15.رجال ابن داود : ۳۸ / ۸۲ .

16.خلاصة الأقوال : ۹ / ۱۱ ، ۸۷ / ۲ .

17.خلاصة الأقوال : ۱۰۶ / ۲۲ .

18.رجال الكشّي ۲ : ۶۸۰ / ۷۱۶ .

صفحه از 368