[ في اشتباهات أُخرى للعلاّمة في الخلاصة ]
ونظير ما ذكر من اشتباهات العلاّمة في الخلاصة في الأخذ من النجاشي اشتباهات أُخرى له .
فقد قال في الخلاصة في ترجمة إبراهيم بن محمّد الهمداني :
وكيل ، كان حجَّ أربعين حجّة ، وروى الكشّي في سندٍ ذكرتُه في الكتاب الكبير عن أبي محمّد الرازي ، قال : كنتُ أنا وأحمد بن أبي عبد اللّه البرقي بالعسكر ، فورد علينا رسول من الرجل ، فقال : العامل ثقة ، وأيّوب بن نوح وإبراهيم بن محمّد الهمداني وابن حمزة وأحمد بن إسحاق ثقات جميعاً ۱ .
وفي عبارة الكشّي : «الغائب العليل» بدلَ «العامل» ۲ ونقله الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة عن خطّ ابن طاووس ۳ .
مع أنّ في عبارة الكشّي : «وأحمد بن حمزة» .
وكذا فيما رواه في الفائدة السابعة من الفوائد المرسومة في أواخر الخلاصة ، فقد سقط لفظ أحمد في عبارة الخلاصة ۴ ، لكن في بعض نسخ الخلاصة زيد لفظ «أحمد» إلاّ أنّ الظاهر أنّه من باب إصلاح الحال .
وأيضاً ذكر في الخلاصة في ترجمة بريد بن معاوية : أنّه مات في حياة
أبي عبد اللّه عليه السلام ، ثم قال : «مات في سنة مائة وخمسين» ۵ .
وهذا يُنافي ماذكره أوّلاً من أنّ بريدا مات في حياة أبي عبد اللّه عليه السلام ؛ لأنّه قبض سنة ثمان وأربعين ومائة .
وأيضاً قال في الخلاصة في ترجمة ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي :
قال الكشّي وجدت بخطّ أبي عبد اللّه محمّد بن نعيم الشاذاني قال : سمعت الفضل بن شاذان قال : سمعت الثقة يقول سمعت الرضا عليه السلاميقول : «أبو حمزة في زمانه كلُقمان في زمانه ، وذلك أنّه قدم أربعة منّا : عليَّ بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهماالسلام» ۶ .
وقد حكى الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة :
أنّه كذا وجد في جميع نسخ الخلاصة ، وكذلك بخطّ ابن طاووس من كتاب الكشّي ، والّذي في كتاب الكشّي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن «سلمان» بدل «لقمان» ، وهو المناسب ۷ .
ويُرشد إليه قوله عليه السلام بعد العبارة المذكورة : «ويونس بن عبد الرحمن هو سلمان في زمانه» ولاسيّما مع وجود «كذلك» بعد قوله :« ويونس بن عبد الرحمن» كما في كتاب الكشّي ، وإن خلا عنه الخلاصة ، لكن حكى الفاضل التستري في حاشية الخلاصة : أنّ في بعض نسخ الكشّي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن كلقمان ۸ .
ومع ذلك في كتاب الكشّي : «خدم» بدلَ «قدم» وهو الصحيح .
ومقتضى كلام الشهيد الثاني : خلو نسخ الخلاصة عن الصادق عليه السلام ، لكن ما
رأيته في نسختين كان مُشتملاً عليه .
وأيضاً قال في الخلاصة في ترجمة عمّار بن موسى الساباطي : «روى الكشّي ، عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن حمّاد» ۹ .
وعن الفاضل الشيخ عبدالنبيّ : أنّ الظاهر أنّ لفظة «أبي» قبل «ابن حمّاد» ۱۰ سقطت من الكتاب ، وإلاّ فهو عبد الرحمن بن أبي حمّاد ، كما هو الموجود في كتب الرجال ۱۱ .
وأيضاً قال في الخلاصة : «حيدربن نعيم بن محمّد ثقة» ۱۲ .
وقال الشهيد الثاني في الحاشية : «الموجود حتّى في إيضاح الاشتباه محمّد بن نعيم بتقديم محمّد ، وهنا عكس الترتيب ، وهو سهو» ۱۳ .
وأيضاً قال في الخلاصة في ترجمة الحسن بن صدقة : «وأخوه مصدق رويا عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، وكانوا ثقاتٍ» ۱۴ .
وقال الشهيد الثاني في الحاشية : «إنّ ضمير «كانوا ثقات» لامرجع له إلاّ رجلان : الحسن ومصدق ، فكأنّه تجوَّز في الجمع» ۱۵ .
وأيضاً قال في الخلاصة : «محمّد بن إبراهيم الحضيني ، روى الكشّي ، عن ابن مسعود ، عن حمدان بن أحمد القلانسي ، عن معاوية بن حكيم ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الحضيني» ۱۶ .
وفي الكشّي واختيار الشيخ ـ على ما نقله الفاضل الاسترآبادى ـ عن حمدان الحضيني ۱۷ ، وهو المنقول نقلاً في كلامه عن الشهيد الثاني ۱۸ . وقيل : وفي الكشّي عن حمدان الحضيني ، وكأنّه سقط حمدان عن قلم العلاّمة ۱۹ .
وأيضاً عنون النجاشي صباح بن يحيى ووثّقه ۲۰ ، وعنون في الفهرست صباح بن يحيى ۲۱ ، و عنون في الخلاصة صباح بن قيس بن يحيى ۲۲ .
قال الفاضل الشيخ محمّد :
قال ابن طاووس : إنّ ابن الغضائري قال : صباح بن يحيى من ولد قيس ، فالظاهر أنّ العلاّمة من هنا أخذ،وهو كثير التتبّع لابن طاووس. لكن جعْل قيسٍ أبا لصباحٍ من الأوهام ؛ لأنّ ابن طاووس كماترى قال : صباح بن يحيى ، ثمّ العجب من العلاّمة أنّه ذكر صباح بن قيس في القسم الثاني ۲۳ .
وأيضاً حكى في الخلاصة ۲۴ كالنجاشي ۲۵ في ترجمة عمر بن محمّد بن عبد الرحمن بن أُذينة : أنّه روى عن أبي عبد اللّه عليه السلامبالمكاتبة . فحكى عن الكشّي عن حمدويه عن بعض أشياخه : أنّه كان هرب من المهديّ ، ومات باليمن ، فلذلك لم يرو عنه كثير ۲۶ .
قال الفاضل الشيخ عبد النبيّ : «لفظة «كثير» تصحيف «كُتُبه» ؛ انتهى ۲۷ .
وربّما ضُبطت العبارة بكون «يرو» مجهولاً ، وكثيراً بالنصب ، أي ضُمَّ الياءُ في «لم يرو» وزيد ألف بعد «كثير» من باب النصب.
وليس بشيء .
ويشبهه بحسب المعنى بناءً على الضبط المذكور ـ ما قيل في ترجمة إسماعيل بن محمّد من أنّه كان من أصحابنا المكّيين ، وأخوه أحمد عاد إلى مكّة وأقام بها ، وقلّة الرواية بسبب ذلك ۲۸ .
وأيضاً قال النجاشي : «عليّ بن محمّد العدوي الشمشاطي أبو الحسن كان شيخنا بالجزيرة»ثمّ قال: «أخبرنا سلامة بن ذكاء أبو الخير الموصلي بجميع كتبه» ۲۹ .
وقال في الخلاصة في موضعِ «شيخنا» «شيخاً» ، وفي موضعِ «ذكا» «زكريا» ، وفي موضع «أبو الخير» «أبو الحسن» ۳۰ .
وأيضاً قال في الخلاصة في ترجمة عمران بن عبد اللّه القمّي : «قال النجاشي : عبد اللّه بن عليّ بن عمران القرشي أبو الحسن المخزومي» ۳۱ .
وقال الفاضل الشيخ محمّد :
لم أقف في نسخ النجاشي على ما نقله العلاّمة عنه ،بل الموجود فيه عليّ بن عبد اللّه بن عمران القرشي أبو الحسن المخزومي ، والعجب أنّ العلاّمة ذكر عليّ بن عبد اللّه المذكور في بابه ۳۲ .
وأيضاً في هذه الترجمة المذكورة حكى في الخلاصة عن الكشّي روايتين ،
يكون في إحداهما ـ على ما في كلام الكشّي ـ : «هذا بيت من أهل البيت النجباء» ۳۳ وفي الخلاصة : «أهل البيت المختار» ۳۴ . ولعلّه سهو ، كما ذكره السيّد السند التفرشي ۳۵ ، بل هو سهو بلاكلام . ويُرشد إليه ما في الرواية الأُخرى : «هذا نجيب قوم نجباء» فتتأتّى المؤاخذة من السيّد السند التفرشي في عدم الجزم بكونه سهوا.
وأيضاً قال الكشّي في ترجمة القاسم بن هشام : «قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن القاسم بن هشام ، فقال : رأيته فاضلاً خيّرا» ۳۶ .
وفي الخلاصة : «قال الكشّي عن النصر : لقد رأيته فاضلاً خيّرا» ۳۷ .
وأنت خبير بما في عبارة الخلاصة من وجوه الاختلال ، وكان الصواب أن يقول : «وقال الكشّي : سألت أبا النضر عن القاسم بن هشام ، فقال : رأيته» إلى آخره ، فقد أسقط السؤال ، وكذا لفظ «قال» في الجواب ، وكذا لفظ «أبا» .
ويُرشد إلى إسقاط الأب أنّه لو كان المأخوذ في كلام الكشّي هو النصر ۳۸ ، لكان المقصود به نصرَ بن صباح ؛ لكثرة نقل الكشّي عنه .
وقد ذكر الفاضل الشيخ محمّد في بعض كلماته كما مرّ : أنّ الفرق بين النصر بالإهمال والنضر بالإعجام التحلّي باللام في الثاني وعدمه في الأوّل ، والمفروض في المقام التحلّي باللام ، فلايتّجه له معنى .
وقد اقتصر في الحاوي على المؤاخذة عن إسقاط الأب ۳۹ ، وهو محمل
المؤاخذة لإهمال الأمرين الأوّلين ، إلاّ أن يكون غرضه المؤاخذةَ عمّا لايقبل المسامحة ؛ لخيال احتمال المسامحة من العلاّمه في الأمرين الأوّلين .
وأيضا قال في الخلاصة : «يحيى بن سعيد بن فيض الأنصاري المدني ، تابعي ، أسند عنه» ۴۰ .
وقال الفاضل الشيخ محمّد :
العجب من العلاّمة أنّه أتى بقوله : أسند عنه ، مع عدم مرجع الضمير ، فكأنّه نقل كلام الشيخ بصورته ، والضمير فيه عائد إلى الصادق عليه السلام . وهذا من جملة العجلة الواقعة من العلاّمة ۴۱ .
لكن قيل : كأنّه حمل هذا القول الواقع من الشيخ في رجال الصادق عليه السلامغالباً على المبنيّ للفاعل حتى لزمه أن يورد على العلاّمة ما أورد ، وإلاّ فعلى البناء على المجهول لاضرورة إلى المرجع فيه ۴۲
.
لكنّه في الخلاصة ناقل محض غالباً عن الكتب الثلاثة ، أو بانضمام كتاب أحمد بن طاووس ، غير مُلتزمٍ إلى لزوم التغيير والتبديل .
وقال السيّد السند التفرشي ـ بعد أن عنون يحيى بن سعيد بن قيس وحكى كلام الشيخ في الرجال ـ : «وفي الخلاصة موضعَ «قيس» «فيض» ولعلّه سهو» ۴۳ .
وأيضاً قال في الخلاصة : «حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة بن الحسن ۴۴ بن عبيد اللّه بن العبّاس بن أبي طالب» ۴۵ .
والصواب : ابن عليّ بن أبي طالب ، كما ذكره في باب العليّين وباب
المحمّدين ۴۶ ، وكأنّه سهو من القلم ، كما ذكره الشهيد الثاني في الحاشية ، بل هو سهو القلم بلا كلام ، لكن استناد الشهيد إلى ما ذكره العلاّمة في الخلاصة في باب العليّين ، فالمقصود ما ذكره في ترجمة عليّ بن حمزة المذكور في العنوان المذكور عن الخلاصة .
وأمّا الاستناد إلى ما ذكره في باب المحمّدين فلم أظفر في باب المحمّدين بما يجدي في المقصود ، ولعلّه اشتبه المحمّدون بالعبّاسيين ؛ لأنّ العلاّمة في الخلاصة عنون عبّاس بن عليّ بن أبي طالب ۴۷ .
وأيضا قال الكشّي في ترجمة سدير بن حكيم : «حدّثنا محمّد بن مسعود ، عن عليّبن محمّد بن فيروزان» ۴۸ .
وذكر في الخلاصة في الحكاية عن الكشّي موضعَ «فيروزان» «مروان» ، وأسقط عن محمّد بن مسعود لفظ «محمّد» ، وهو من السهو ۴۹ .
وأيضاً قال في الخلاصة في الفائدة الأُولى من الفوائد المرسومة في الخاتمة : «النوفلي الذي يروي عنه السكوني اسمه الحسين بن يزيد» ۵۰ .
وأنت خبير بأنّ قوله : «عنه» من سهو القلم ، والصواب : «عن السكوني» .
وتزيد اشتباهات الخلاصة على ما ذُكر ، كما يظهر بالاستقراء فيها .
1.خلاصة الأقوال : ۵۲ / ۲۳ ، وفيه : «وأحمد بن حمزة» .
2.رجال الكشي ۲ : ۸۳۱ / ۱۰۵۳ .
3.تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ۸ .
4.خلاصة الأقوال : ۴۳۴ .
5.خلاصة الأقوال : ۲۷ / ۱ .
6.خلاصة الأقوال : ۲۹ / ۵ . وفيه : «خدم» .
7.تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ۱۸ ، وانظر التحرير الطاووسي : ۱۰۲؛ ورجال الكشّي ۲ : ۷۸۱ / ۹۱۹ .
8.تستري حاشية الخلاصة ، لم تطبع .
9.خلاصة الأقوال : ۲۴۳ / ۶ .
10.كذا . والصحيح : قبل «حمّاد» .
11.حاوي الأقوال ۳ : ۲۱۸ .
12.خلاصة الأقوال : ۵۷ / ۱ .
13.تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ۳۱ .
14.خلاصة الأقوال : ۴۵ / ۵۱ .
15.تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ۲۶ .
16.خلاصة الأقوال : ۱۵۲ / ۷۰ .
17.منهج المقال : ۲۷۳ .
18.تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ۷۲ .
19.تعليقات الوحيد البهبهاني : ۲۷۳ .
20.رجال النجاشي : ۲۰۱ / ۵۳۷ .
21.الفهرست : ۸۵ / ۳۶۷ .
22.خلاصة الأقوال : ۲۳۰ / ۱ .
23.استقصاء الاعتبار ، لم يطبع .
24.خلاصة الأقوال : ۱۱۹ / ۲ ، وفيه : «مكاتبته» بدلَ «بالمكاتبة» .
25.رجال النجاشي : ۲۸۳ / ۷۵۲ .
26.رجال الكشّي ۲ : ۶۲۶ / ۶۱۲ .
27.حاوي الأقوال ۲ : ۱۲۵ .
28.الفهرست : ۱۲ / ۳۵ .
29.رجال النجاشي : ۲۶۳ / ۶۸۹ .
30.خلاصة الأقوال : ۱۰۱ / ۴۹ .
31.خلاصة الأقوال : ۱۲۵ / ۳ ، وفيه : «عمران بن عبد القمّي» .
32.استقصاء الاعتبار ، لم يطبع .
33.رجال الكشي ۲: ۶۲۴ / ۶۰۸ ، وفيه: «هذا من أهل بيت النجباء» ، وفي رواية ۶۱۰: «هذا نجيب قوم نجباء».
34.خلاصة الأقوال : ۱۲۴ / ۳ .
35.نقد الرجال ۳ : ۳۷۳ / ۳۹۶۵ .
36.رجال الكشّي ۲ : ۸۱۲ / ۱۰۱۴ .
37.خلاصة الأقوال : ۱۳۴ / ۲ ، وفيه : «أبي النصر» .
38.في «د»: «النضر» .
39.حاوي الأقوال ۳ : ۱۲۹ .
40.خلاصة الأقوال : ۳۶۴ / ۱ .
41.نقله في منتهى المقال ۷ : ۲۲ .
42.انظر منتهى المقال ۷ : ۲۳ .
43.نقد الرجال ۵ : ۷۲ / ۵۷۸۱ .
44.في «د»: «الحسين».
45.خلاصة الأقوال : ۵۳ / ۳ : وفيه «عبد اللّه » بدل «عبيد اللّه » .
46.خلاصة الأقوال : ۱۰۲ / ۶۲ ، ۱۵۶/ ۱۰۶ .
47.خلاصة الأقوال : ۱۱۸ / ۲ .
48.رجال الكشّي ۲ : ۴۶۹ / ۳۷۱ .
49.خلاصة الأقوال : ۸۵ / ۱ .
50.خلاصة الأقوال : ۲۷۰ / ۱۵ .