رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 470

[كلام التفرشي في حقّه ]

وبالجملة ، قال السيّد السند التفرشي في النقْد في ترجمته :
«جليل القدر ، عظيم المنزلة ، رفيع الشأن ، كثير الحِفْظ ، مارأيتُ بكثرة علومه ، ووفُور فَضْله ، وعلوّ مرتبته أحداً في كلّ فنون الإسلام كمن له فنّ واحد . له كتب نفيسةٌ جيّدة ، منها : الكتاب الموسوم بالحبل المتين وكتاب مشرق الشمسين» ۱ .

[كلام المجلسي الأوّل في حاشية النقد ]

وقال الفاضلُ أوّلُ المجلسيين في الحاشية :
شيخنا الأعظم ، بل الوالد المعظّم ، بهاءُ الملّة والحقّ والحقيقة والدين ، علاّمة العُلماء وشيخُ الطائفة ، قرأتُ عليه طرفاً من التفسير والفقهِ والأحاديثِ وأجاز لي جميعَ كتبِ العلماء ، سيّما ما تضمّنته الإجازة
الكبيرة للشيخ زين الدين بخطّه لأبيه ۲ ، وذكر أنّ أباه ۳ المترقّيَ عن حضيض التقليدِ إلى أوْجِ الاستدلال الحسينُ ابن الفاضل الصالح عبد الصمد ابن الشيخ الزاهد العابد البَدَل صاحبِ الكرامات شمسِ الدين محمّد العاملي .
وذكر شيخُنا البهائي من جملة كراماته أنّه كان الثلْج ، ولم يكن في بيته شيء من القوت ، وكان أولادُه يبكون ، فقال لجدّتنا : أسكتيهم ببعض الحِيَل ، وندعو اللّه تعالى حتى يرزُقَنا ، فأخذتْ من الثلْج وأوقعته في إجّانة ۴ الخمير ، وقالت لهم : هذا الخمير يتهيّأ ونخبز لكم ، فذهبَ الأولاد إليه وقالوا : يا أبانا تهيّأ الخمير ، فلمّا رآه رأى أنّ اللّه تعالى جعل الثلْج لهم خميراً ، فشكروا اللّه تعالى .
فقال شيخنا : هكذا كان حالُنا ، فلمّا جئنا إلى العجم ذهبت تلك الأحوال ، ثمّ قرأ :
من مَلَك بودم و فردوس برين جايم بود آدم آورد درين دَير خراب آبادم۵

1.نقد الرجال ۴ : ۱۸۶ / ۴۶۱۶ .

2.بحار الأنوار ۱۰۵ : ۱۴۶ .

3.كذا في «ح» و «د» ، وفي المصدر : «وذكر أباه أنّه» .

4.الإجّانة بالتشديد : إناء يغسل فيه الثياب والجمع أجاجين . المصباح المنير ۱ : ۶ (أجن) .

5.نقد الرجالِ ۴ : ۱۸۶ / ۴۶۱۶ .

صفحه از 534