رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 493

[كلام أمل الآمل في البهائي ]

وفي الأمل :
محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجُبَعي ـ يُنْسبُ إلى الحارث الهمْداني ، وكان من خواصّ أميرالمؤمنين عليه السلام ـ حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعِظَم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع ۱ المحاسن أظهرُ من أن يذكر ، وفضائلُه أكثرُ من أن تُحصر .
وكان ماهراً متبحّراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً مُنشِئاً ، عديمَ النظير في زمانه في الفقه والحديث ، والمعاني والبيان ، والرياضي وغيرها .
له كتب : منها كتاب الحَبْل المتين في إحكام أحكام الدين ، جمع فيه الأحاديث الصحاح والحسان والموثّقات ، وشرحها شرحاً لطيفاً ، خرج منها الطهارة والصلاة ولم يتمّه ، فيه ألف حديث وزيادة يسيرة ، وكتاب مشرِق الشمسين وإكسير السعادتين ، جَمَعَ فيه آيات الأحكام وشرحها والأحاديث الصحاح وشرحها ، خرج منه كتاب الطهارة لاغير [فيه] نحو
[من] ۲ أربعمائة حديث ، وكتاب العروة الوثقى في تفسير القرآن ، خرج منه تفسير الفاتحة لا غير ، والحديقة الهلالية فى شرح دعاء الهلال ، وحاشية الشرح العضدي على مختصر الأُصول ، والزبدة في الأصول ، ولغز الزبدة ، ورسالة في المواريث ، ورسالة في الدراية ، ورسالة في ذبائح أهل الكتاب ، ورسالة اثني عشرية في الصلاة عجيبة ، ورسالة في الطهارة كذلك ، ورسالة في الزكاة كذلك ، ورسالة في الصوم كذلك ، ورسالة في الحجّ كذلك ، والخُلاصة في الحِساب ، والكشكول كبير ، والمخلاة ، والجامع العبّاسي بالفارسية في الفقه لم يتمّ ، والصمدية في النحو لطيفة ، والتهذيب في النحو ، وبَحْر الحِساب ، وتوضيح المقاصِد فيما اتّفق في أيّام السنة ، وحاشية الفقيه لم تتمّ ، وجواب مسائل الشيخ صالح الجزائري اثنتان وعشرون مسألة ، وجواب ثلاث مسائل أُخَرَ عجيبة ، وجواب المسائل المدنيّات ، وشرح الفرائض النصيريّه للمحقّق الطوسي لم يتمّ ، ورسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قُطْرِ الأرض ، وتفسيره الموسوم بعين الحياة وتشريح الأفلاك ، ورسالة الكرّ ، ورسالة الاسطرلاب عربيّة سمّاها الصحيفة ، ورسالة أُخرى في الاسطرلاب سمّاها التحفة الحاتميّة ۳ ، وشرح الصحيفة الموسوم بحدائق الصالحين ، وحاشية البيضاوي لم تتمّ ، وحاشية المطوّل لم تتمّ ، وشرح الأربعين حديثاً ، ورسالة في القبلة ، وكتاب سوانح الحجاز من شعره وإنشائه ، ومفتاح الفلاح ، وحواشي الكشّاف ، وحاشية الخُلاصَة في الرجال ، وحاشية الاثني عشريّة للشيخ حَسَن ، وحاشية القواعد
الشهيديّة ، ورسالة في القصر والتخيير في السفر ، ورسالة في أنّ أنوار سائر الكواكب مستفادة من الشمس ، ورسالة في حلّ أشكال عطارد والقَمَر ، ورسالة في أحكام سجود التِلاوة ورسالة في استحباب السورة ووجوبها ، وشرحُ شرح الرومي على الملخّص ذكره في الحديقة الهلاليّة ، وحواشي الزبدة ، وحواشي تشريح الأفلاك ، وحواشي شرح التذكرة ، وغير ذلك من الرسائل وجواب المسائل ، وله شعر كثير حسن بالعربيّة والفارسيّة متفرّق ، وقد جَمَعَه ولدي محمّد رضا الحرّ ، فصار ديواناً لطيفاً ۴ .
وقد حكى في الأمل بعد ما ذكر ما ذكره في السلافة في ترجمة شيخِنا البهائي إلى أن قال : «وذكر أنّه توفّي سنة 1031 وقد سمعنا من المشايخ أنّه مات سنة 1035» ۵ .
وقد استوفى الأمل فيما سمعت من كلماته مصنّفات شيخِنا البهائي ، ولم يتّفق هذا الاستيفاء من غيره سابقاً عليه؛ حيث إنّه قد ذكر الفاضل السيّد علي خان في شرح الصَمَدية طائفة من مصنّفاته ، وقد تقدّم كلامه ۶ ، وعلى هذا المنوال حال السلافة حيث إنّه لم يذكر فيها إلاّ ما ذكر في شرح الصَمَدية ، على ما حكي من عبارتها ۷ ، نعم قد استوفى اللؤلؤة أيضاً تبعاً للأمل ۸ .
قوله : «وشرح الصحيفة الموسوم بحدائق الصالحين» قد رأيتُ من هذا الشرح الحديقةَ الهلاليّةَ الّتي هي شرحُ دعاءِ الهلال بخطّ الحكيم صاحبِ الأسْفار ، ولعلّها
المقصود بالرسالة الهلاليّة فيما تقدّم من الفاضل السيّد علي خان .
وقد ذكر هذا الفاضل في صَدْرِ شرحهِ على الصحِيفَةِ ـ نقلاً ـ أنّه لم يَشْرَحْ شيخُنا البهائي غير دعاء الهلال ، ولم يتّفق من حدائق الصالحين غير الحديقة الهلاليّة، قال:
ولم يسبقني إلى هذا الغرض والقيام بأداء هذا الحكم المفترض سوى ما حرّره جماعةٌ من أصحابنا المتأخّرين شكر اللّه سَعْيَهم وأحسن يوم الجزاء رَعْيَهُم من تعليقات تتضمّنُ حلَّ بعضِ ألفاظها وتفسير يسير من أغراضها وهي لا تبرّدُ غليلاً ولا تبرئ عليلاً .
وأمّا شَرْحُ شيخِنا البهائي الذي سمّاه حدائقَ الصالحين ، وأشار إليه في الحديقة الهلاليّة فهو مجازٌ لا حقيقة ؛ إذ لم يقع حدقة منه على غير تلك الحديقة ، ولَعَمْري لوأتمّه على ذلك المنوال لكفى مَن بَعْدَه تجشُمَ الأهوال ۹
.
لكن ذكر بعض تلاميذ العلاّمة المجلسي ـ على ما في آخر جلد إجازات البحار ـ : أنّ بعض حدائق تلك الحدائق غير الحديقة الهلاليّة يوجد في مشهد الإمام الثامن ۱۰ .
مع أنّ شيخنا البهائي في الحديقة الهلاليّة قد أحالَ الحالَ كراراً على الحدائقِ السابقة ، قال تارة : «وقد تقدّم الكلام في الشكر مبسوطاً في الحديقة التحميدية ، وهي شرح الدعاء الأوّل من هذا الكتاب الشريف» ۱۱ . وقال أُخرى : «وقد تقدّم الكلام فيها في الحديقة الثالثة والعشرين، وهي شرح دعائه عليه السلامفي طلب العافية» ۱۲ .
وقال ثالثة : «وقد تقدّم الكلام فيما يتعلّق بها من المباحث في الحديقة الحادية والثلاثين في شرح دعائه عليه السلام في طلب التوبة ۱۳ .
على أنّ شيخنا البهائي قد عدّ من مصنّفاته في بعض إجازاته المذكورة في جلد إجازات البحار شرحَ الصحيفة ۱۴ ؛ فلا مجال لإنكار اتّفاق غير الحديقة الهلاليّة من شرح الصحيفة كما سمعت من الفاضل المذكور .
ثمّ إنّ عدَّ حدائق الصالحين غيرَ الحديقة الهلاليّة ظاهر الفساد ؛ إذ الحديقة الهلاليّة من حدائق تلك الحدائق .
وأيضاً قال في آخر الحديقة الهلاليّة :
واتّفق الفراغ منها في جانب الغربي من دار السلام بغداد بالمشهد المطهّر الكاظمي ـ على من حلّ فيه من الصلوات أفضلها ، ومن التسليمات أكملها ـ في أوائل جُمادى الأُولى سنة ألف وثلاث من الهجرة ، وكان افتتاح تأليفها بمحروسة قزْوين حُرِسَتْ عن كَيْدِ المعْتدين ، وكتب مؤلِّف الكتاب الفقيرُ إلى اللّه الغنيّ بهاءُ الدينِ محمّدٌ العاملي جَعَلَ اللّه ُ خَيْرَ يومَيْهِ غَدَهُ ومن العيش أرغده بمحمّد وآله الطاهرين ، والحمد للّه أوّلاً وآخراً وباطناً وظاهرا ۱۵ .
وكان في آخر النسخة التي كانت بخطّ صاحبِ الأسفار : تشرّفتُ بنقله من نسخة نُقِلَتْ من نسخة الأصل بخطّه أدام اللّه ظلّه عبده الراجي صَدْر الدين محمّد الشيرازي في محروسة قزْوين شهر ذي الحجّة سنة ألف و خمس من الهجرة النبويّة . فالفصل بين الانتساخ والتصنيف بسنتين .
قوله : «وشرح أربعين حديثاً» قد رأيت هذا الشرح بخطّ صاحبِ الأسْفار
أيضاً ، وكان مع شرح دعاء الهلال ، وأوراقٍ من إفادات شيخنا البهائي ، وأوراقٍ تشتمل على أشعار وكلمات كما هو المتعارف من رسم بعض الأوراق ظهرَيِ الكتاب وكتابةِ بعض المطالب والأشعار فيه ، ومن تلك الكلمات المشتملة عليها تلك الأوراقُ ما حكاه عن الشهرزوري ۱۶ من «أنّ كلّ حركة وكلمة خلت عن المراجعة إلى اللّه تعالى لا تعقب خيراً» انتهى .
ولَعَمْري قد أصدق القائل فيما قال والتجربةُ تقضي ـ قضاءَ مبرمٍ بل أبرمَ قضاءٍ ـ بصدق ذلك المقال .

1.في «د» : «جميع» .

2.مابين المعقوفين أضفناها من المصدر .

3.سمّاها التُحْفَة الحاتميّة ؛ لأنّه ألّفها للوزير النوّاب اعتماد الدولة حاتم بك الأردوبادي حين قراءته الأُسطرلاب على الشيخ البهائي ، ورتّبها على سبعين باباً . اُنظر الذريعة ۳ : ۴۲۵ .

4.أمل الآمل ۱ : ۱۵۵ ـ ۱۵۷ .

5.أمل الآمل ۱ : ۱۵۸ ؛ سلافة العصر : ۲۸۹ .

6.الحدائق النديّة في شرح الصمدية : ۴ .

7.انظر سلافة العصر : ۲۸۹ .

8.انظر أمل الآمل ۱ : ۱۵۶ ؛ ولؤلؤة البحرين : ۱۶ .

9.رياض السالكين ۱ : ۴۴ .

10.بحار الأنوار ۱۰۷ : ۱۷۱ .

11.الحديقة الهلاليّة : ۱۵۱ .

12.الحديقة الهلاليّة : ۱۵۲ .

13.الحديقة الهلاليّة : ۱۵۰ .

14.بحار الأنوار ۱۰۶ : ۱۵۷ .

15.الحديقة الهلاليّة في شرح دعاء الهلال : ۱۵۶ وفيها بدل «جمادى الأُولى» : «جمادى الآخر» .

16.الشهرزوري : أحد حكماء الإشراق ، له كتاب نزهة الأرواح ، والشجرة الإلهيّة في علوم الحقائق الربّانيّة . اُنظر مقدّمة كتابه نزهة الأرواح .

صفحه از 534