رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 502

[مطالبة صاحب المعالم من المقدّس والبهائي من كتابة شيء ]

ثمّ إنّه قد ذكر الشيخ عليّ في الدرّ المنثور :
أنّه طلب صاحب المعالم عن المقدّس شيئاً من خطّه ليكون عنده تَذكاراً ، فكتب له بعضَ الأحاديث في صفحةٍ قَدْرَ وَرقة ، وكتب في آخرها : «كَتَبَهُ العبد لمولاه امتثالاً لأمره ورجاءً لتذكّره وعدم نسيانه إيّاه في خلواته وعقيب صلواته ، وفّقه اللّه لما يحبّه ويرضاه بمنّه وكَرَمِه بمحمّد وآله» وفي تلك الصحيفة صفحة بخطّ شيخنا البهائي كتب فيها كلماتٍ حِكْميّةً ، وفي آخرها : «كتب هذه الكلماتِ امتثالاً لأمر سيّده ۱ صاحبِ الكتاب ـ حُرس مَجْدُه ، وكُبت ضدّه ـ أقلُّ العباد بهاء الدين محمّد البهائي أصلح اللّه شأنَه سائلاً منه إجراءه على خاطره الخطير سيّما في حال الإنابات ومَظانّ الإجابات ، وذلك سنة 983 .
قال :
وكان اجتماعهما بكرك نوح لمّا سافر الشيخ بهاء الدين إلى تلك البلاد ، ولمّا رجع إلى العراق ، اشتغل بالتدريس والتصنيف ، وقرأ عليه والدي جملة من كتب العلوم معقولاً ومنقولاً أُصولاً وفروعاً ، حتّى أنّه قرأ عليه شرح الشرائع من أوّله إلى آخره على ما بلغني والمنتقى والمعالم ، وتخرّج عليه ، وقرأ مدارك السيّد محمّد وشرح مختصره ۲ .
وأيضاً ذكر :
أنّ أخاه الشيخَ زينَ الدين بعد اشتغاله في بلاده في أوّل الأمر على تلامذة أبيه وجَدّهِ سافَرَ إلى العراق في أوقات إقامة والده في بلاده ، وكان يتوقّع من والده زيادة عمّا أظهر له من المحبّة ، وكان إذ ذاك في سنّ الشباب فسافر إلى بلاد العَجَم ، ولمّا قدمها أنزلَه شيخُنا البهائي في منزله وأكرمه إكراماً تامّاً ، وبقي عنده مدّة طويلة ، وكان في تلك المدّة مشتغلاً عنده قراءة وسماعاً لمصنّفاته وغيرها ، وكان يقرأ أيضاً عند غيره من الفضلاء في تلك البلاد في العلوم الرياضيّة وغيرها .
قال :
ولمّا انتقل الشيخ بهاء الدين في السنة التي توفّي فيها والدي ـ وهي سنة ثلاثين بعد الألف ـ سافر إلى مكّةَ المشرّفةِ ۳ .

1.في «د»: «سيّدنا» .

2.الدرّ المنظوم والمنثور ۲ : ۱۹۹ .

3.الدرّ المنظوم و المنثور ۲ : ۲۱۳ ؛ ونقله عنه في أمل الآمل ۱ : ۹۳ / ۸۴ .

صفحه از 534