رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 504

[وفاة صاحب المعالم كان قبل وفاة البهائي ]

ثمّ إنّ وفاة صاحب المعالم كان قبل وفاة شيخنا البهائي بتسعة عشر أو عشرين ؛ لأنّ صاحب المعالم كان وفاته في سنة أحد عشر وألف على ما ذكره في الدرّ المنثور ، قال : «ولا يحضرني خصوص الشهر واليوم» ووفاة شيخنا البهائي في ثلاثين أو إحدى وثلاثين بعد الألف ، كما يظهر ممّا يأتي .
ومولدُ صاحبِ المعالم على ما حكاه في الدرّ المنثور عن خطّه في العشر الأخير من شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة ، وعلى ما حكاه فيه عن خطّه عن خطّ والده الشهيد عشيّةَ الجمعة سابع عشر شهر رمضان من السنة المذكورة ، فَسِنُّهُ اثنتان وخمسون سنة وشيء كما في الدرّ المنثور .

[في بعض الإجازات ]

ثمّ إنّه قد ذكر بعضٌ في حاشية الأمل أنّ صاحب الأسفار كان من تلاميذ شيخِنا البهائي والسيّد الداماد ، وهو قد أظهر إجازتهما له في أوّل كتاب العقل والجهل ؛ حيث قال :
حدّثني شيخي وأُستاذي ، ومن عليه في العلوم النقلية استنادي ، عالم عصره وفريد دهره ، بهاء الحقّ والدين محمّد العاملي الحارِثي الهمْداني نوّر اللّه قَلْبَه بالأنوار القدسيّة عن والده الماجد المكرّم وشيخه الممجّد المعظّم الكامل الفاضل حسين بن عبدالصمد أفاضَ اللّه على روحه الرحمة والرضوان وأسْكَنَهُ دارَ الجِنان .
إلى أن قال :
وأخبرني سيّدي وسندي واستنادي في المعالم الدينيّة والعلوم الإلهيّة والمعارف الحقيقيّة والأُصول اليقينيّة ، السيّد الأجلّ الأنْوَر ، العالم المُقدّس الأزهر ، الحكيم الإلهي والفقيه الربّاني ، سيّد عصره وصفوة دهره ، الأمير الكبير والبَدْر المنير ، علاّمة الزمان أُعجوبة الدوران ، المسمّى بمحمّد ، الملقّب بباقر الداماد الحسيني قدّس اللّه عقله بالنور الربّاني . إلى آخر الإجازة ۱ .
لكن لم يَذْكُر في جلد إجازات البحار إجازتهما له ، مع ذكر إجازة كلّ واحد منهما لطائفة ۲ ولا بأس به ، كما أنّه في إجازة السيّد الداماد قد ذكر هنا سلسلة الإجازة ۳
، وأمّا ما في البحار من إجازات ۴ السيّد الداماد فهو خالٍ عن ذكر سلسلة الإجازة ۵ إلاّ أنّ بعضَ من أجَازَ وذكر إجازته في البحار، وكان مجيز المجيز منحصراً في السيّد الداماد ذكر سلسلة إجازة السيّد الداماد ، وإجازة ذلك المجيز فارسيّة .
ومقتضى تقديم شيخِنا البهائي على السيّد الداماد ـ مع مضاعفة مدح السيّد الداماد ، بل زيادةِ مَدْحِه على الضِعْف ـ كونُ شيخنا البهائي أعزَّ من السيّد الداماد ، وإن كان عِزّ السيّد الداماد على وجه صار موجباً لخوف الشاه عبّاس من خروجه عليه ، على ما حكاه في السلافة ۶ نقلاً .
ويرشد إلى ذلك أنّ الأمل جعل السيّد الداماد معاصراً لشيخنا البهائي ۷ ، فضلاً عمّا ذكر كراراً في التراجم من معاصرة صاحب الترجمة لشيخنا البهائي لاتّحاد عصر شيخنا البهائي والسيّد الداماد ، وقد جعل في السلافة شيخنا البهائي مقدّماً على السيّد الداماد ومجدّد المذهب كما مرّ ، لكن قال في أثناء مدح السيّد الداماد : «واللّه إنّ الزمان بمثله لَعَقيم» ۸ .
ولعلّ تقديم شيخِنا البهائي ، أو جعْلَ السيّد الداماد معاصراً لشيخنا البهائي ، أو ذِكْرَ المعاصرة لشيخِنا البهائي في ترجمة جماعة ، أو نسبةَ تجديد المذهب إلى شيخنا البهائي من جهة كون العمدة في السيّد الداماد هو المعقولَ ، بخلاف شيخنا البهائي ، وتقدُّمِ أرباب المنقول على المعقول في الرسوم الظاهرة ، ولا سيّما في باب تجديد المذهب ، بل لا مجال لنسبته بملاحظة الاستيلاء في المعقول .

1.امام صادق عليه السلام : «لايصلح المرء المسلم الا ثلاثه: التفقّه فى الدين والصبر على النائبة و حسن التقدير فى المعيشه» (الكافى، ج۵، ص۸۷) .

2.شرح أُصول الكافي : ۱۶ .

3.بحار الأنوار ۱۰۷ : ۳ ـ ۵ مثل إجازة السيّد الداماد إلى السيّد حسين بن السيّد حيدر الكركي ، وفي ص ۲۳ إجازة الشيخ البهائي إلى حسن بن عبد اللّه الشوشتري ، وفي ج ۱۰۶ : ۱۵۷ إجازة البهائي للسيّد أحمد .

4.شرح أُصول الكافي : ۱۶ .

5.في «د» : «إجازة» .

6.اُنظر بحار الأنوار ۱۰۷ : ۳ ، ۱۰۶ : ۱۵۲ و ۱۵۶ .

7.سلافة العصر : ۴۸۵ ـ ۴۸۷ .

8.أمل الآمل ۲ : ۲۴۹ .

9.سلافة العصر : ۲۸۹ .

صفحه از 534