رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 513

[وفاة الشيخ البهائي وكلامُ بعض المنجّمين ]

وقد ذكر بعض المنجّمين : ۱
أنّ في سنة ألف وثلاثين تطرّق رجوع المرّيخ في العقرب ، فتطرّق في الخاطر بعد كمال التدبّر أنّه يموت من العلماء مَنْ يوجب موته وَهْناً في المذهب ، ولمّا كان الشيخُ البهائي أكملَ علماء الزمان فغلب على الظنّ أنّه يموت ، وكان السلطانُ شاه عبّاس في أشرف المازندران وذكرتُ له
الواقعة وقلت : لاتصل الدغدغه إلى الخاطر ؛ فإنّ الدولة قويّة ، ولا مفرّ عن القضاء ، وبعد أربعة أشهر صار الشيخ مريضاً في أُسبوع ومات ، ثمّ مات بعده الشيخ محمّد سبط الشهيد الثاني ۲ .
أقول : إنّ مقتضى ما ذكر كون وفاة شيخِنا البهائي في سنة ثلاثين بعد الألف وهو مقتضى ما تقدّم من الشيخ على ما في الدرّ المنثور من أنّ وفاته كانت في السنة التي توفّي فيها والده ، وهي سنة ثلاثين بعد الألف .
وقد حكي أيضاً عمّن صَاحَبَ ولده ۳ أنّه كتب تاريخ وفاة والده وعيّنه في ليلة الاثنين العاشر من شهر ذي القعدة الحرام سنة ثلاثين بعد الألف ، فمقتضى ما سمعت من بعض المنجّمين ـ من أنّ وفاة الشيخ محمّد كانت في سنة وفاة شيخنا البهائي ـ هو كون وفاة شيخنا البهائي في سنة ثلاثين بعد الألف ، وهو مقتضى ما حكاه في الأمل عن المشايخ كما تقدّم ۴ ، وكذا ما حكاه في اللؤلؤة عن قائل كما تقدّم أيضاً ۵ ، لكن قد تقدّم عن الأمل أنّه حكى عن السلافة أنّ شيخنا البهائي توفّي في سنة إحدى وثلاثين ۶ ، وتقدّم أيضاً عن اللؤلؤة القول به ۷ .
ويمكن أن يقال : إنّه لا منافاة بين ما ذَكَرَه بعضُ المنجّمين وما قيل من أنّ وفاة شيخنا البهائي كانت في سنة إحدى وثلاثين بعد الألف ؛ لأنّه لم يذكر أنّ الوفاة كانت في سنة ثلاثين ، بل ذكر أنّ رجوع المرّيخ في العقرب كان في سنة ثلاثين ، فلعلّ الرجوع كان في أواخر سنة ثلاثين ، وكان القضاء أربعة أشهر ، أعني زمان
الوفاة في سنة إحدى وثلاثين .
اللهمّ إلاّ أن يلزم كون رجوع المشتري في غير أواخر السنة على حسب قواعد الهيئة .
لكن منافاةُ ما جرى عليه في الأمل واللؤلؤة ، وما حكاه الأوّل عن المشايخ وحكاه الثاني عن قائل ، بحالها .

1.المقصود ببعض المنجّمين هو الفاضل المولى مظفّر المنجّم في كتاب تنبيهات المنجّمين ، وحكى كلّ هذا النوري في خاتمة المستدرك ۲ : ۸۱ ، الفائدة الثالثة .

2.«المؤمن حسن المعونة ، خفيف المؤونة ، جيد التدبير لمعيشته» (الكافى ، ج ۲ ، ص ۲۴۱) .

3.«من علامات المؤمن ثلاث : حسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة ، والتفقه في الدين . و قال : ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته ما يصلح لا لدنياه و لا لآخرته» (تهذيب الأحكام ، ج ۷ ، ص ۲۳۶ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۷، ص ۶۶، ح ۲۱۹۹۹) .

4.الدرّ المنظوم والمنثور ۲ : ۲۱۳ .

5.في «ح» و «د» : «والده» والأنسب ما أثبتناه .

6.«الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة و تقدير المعيشة» (الكافى ، ج۱ ، ص۳۲ و ج۵ ، ص۸۷ ؛ تحف العقول ، ص۲۹۲ ؛ ر. ك: الأمالى ، طوسى، ص۶۶۶ ؛ تحف العقول، ص۴۴۶) .

7.أمل الآمل ۱ : ۱۵۸ .

8.لؤلؤة البحرين : ۲۲ .

9.سلافة العصر : ۲۹۱ ؛ وانظر أمل الآمل ۱ : ۱۵۸ .

10.لؤلؤة البحرين : ۲۲ .

صفحه از 534