رسالة في الشيخ البهائي - صفحه 517

[فيما حكى عن الشيخ البهائي في بعض الأُمور ]

وحكى أوّل المجلسيين في بعض كلماته عن شيخنا البهائي أنّه حكى أنّه أراد أن يزور مع شاه عبّاس قبر بابايزيدَ ، فمنع منه عالم شيرازي ، وقال : إنّه سنّي ، فقال شيخنا البهائي للعالم المشار إليه : ليس لك أن تطعن في أهل جبل عامل بالتسنّن ، على رؤوس بيوتكم مكتوب :
سنّيان! لعن بر امام شما برنمازِ على الدوامِ شما
ناتماميد در مسلمانى اى دو صد لعن بر تمام شما
فأصرّ شيخُنا البهائي في حسن حال بابا يزيد ، فذهب مع شاه عبّاس إلى قبر بابا يزيد ليزوراه ، وكان هناك مثنويّ فتفأّلا في حال بابا يزيد فجاء :
از برون طعنه زنى بر با يزيد از دورونت ننگ مى دارد يزيد
وحكى أوّل المجلسيين أيضاً في رسالته العملية عن شيخنا البهائي أنّه قال : «من أتى بقراءة دعاء أبي حمزة المعروف ، فهو سكرانُ محبة اللّه سبحانه مدّةَ أُسبوع».
وحكى العلاّمة المجلسي في البحار ، وكذا في الرسالة المعمولة في الاستخارة المسمّاة بمفاتح الغيب وهي فارسيّة :
أنّه سمع عن والده يروي عن شيخه البهائي أنّه كان يقول : سمعنا مذاكرةً عن مشايخنا عن القائم صلواتُ اللّه عليه في الاستخارة بالسبحة أنّه يأخذها ويصلّي على النبيّ صلواتُ اللّه عليه وعليهم ثلاثَ مرّات ، ويقبض على السبحة ، ويعدّ اثنتين اثنتين ، فإنْ بقيت واحدة ، فهو افعل ، وإن بقيت اثنتان ، فهو لا تفعل ۱ .
أقول : قد حكي عن الوالد الماجد رحمه الله أنّه كان يقول : إجازةُ السيّد السند العلي عن مشايخه عن مولانا الصاحب عليه السلام في باب الاستخارة على ما ذكر .
وحكي في البحار أيضاً عن والده ، عن الشيخ البهائي ، عن المولى الفاضل جمال الدين محمود رحمه الله عن أُستاذه العلاّمة الدواني ، عن بعض أصحابه قال :
ذهبتُ إلى الخلاء فظهرت لي حيّة فقتلتها ، فاجتمع عليّ جمّ غفير وأخذوني وذهبوا بي إلى مَلِكِهم وهو جالسٌ على كرسيّ وادّعوا عليّ قتل والدهم وولدهم وقريبهم ، فسألني عن ديني ، فقلت : أنا من أهل الإسلام ، فقال : اذهبوا به إلى ملك المسلمين ، فليس لي أن أقضي عليهم بعهد ۲ من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فذهبوا بي إلى شيخٍ أبيضِ الرأس واللحية وجالس على سرير ، وقعت حاجباه على عينيه ، فرفعهما ، ولمّا قصصنا عليه القصّة قال : اذهبوا به إلى المكان الذي أخذتموه منه وخلّوا سبيله ؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال : «من تزيّى بغير زيّه فَدَمُهُ هدر» ۳ فجاؤوا بي إلى هذا المكان وخلّوا سبيلي ۴ .
وذكر في السلافة نقلاً :
أنّه أخبرني غيرُ واحدٍ أنّ السلطان شاه عبّاس توجّه إلى زيارة شيخِنا البهائي يوماً ، فرأى بين يديه من الكتب ما ينوف على الأُلوف ، فقال له السلطان : هل في العالَم عالِمٌ يحفظ جميع ما في هذه الكتب؟ فقال شيخنا البهائي : لا ، وإن يكن فهو الميرزا إبراهيم .
وقد ذكر في السلافة حال الميرزا إبراهيم ، وحكى عنه مكاتبة إلى شيخنا البهائي ، ورأيت في بعض المجاميع مكاتبة من شيخنا البهائي إلى ميرزا إبراهيم ، والظاهر ـ بل بلا إشكال ـ اتّحاد الكاتب والمكتوب إليه ۵
.
وفي المجمع في قرمط :
وعن شيخنا البهائي أنّه في سنة عشر وثلاثمائة دَخَلَتْ القرامِطةُ إلى مكّة في أيّام الموسم ، وأخذوا الحَجَرَ الأسودَ ، وبقي عندهم عشرين سنة ، وقتلوا خلْقاً كثيراً ، وممّن قتلوا عليّ بن بابويه ۶ وكان يطوف فما قطع طوافه ، فضربوه بالسيف فوقع على الأرض وأنشد :
ترى المحبّينَ صرعى في ديارهمكفتية الكهف لايدرون كم لبثوا۷
أقول : القرامطة جِيل من الإسماعيليّة جمعُ قرمطي ، كما في حاشية أُصول الكافي بخطّ العلاّمة المجلسي .
وفي المجمع في السين :
قال الشيخ البهائي : قال الشيخ العارف مجد الدين البغدادي ، قال : رأيت
النبيّ صلى الله عليه و آلهفي المنام فقلت : ما تقول في حقّ ابن سينا؟ فقال صلى الله عليه و آله : «هو رجل أراد أن يَصِلَ بلا وساطتي فحجبته هكذا بيدي ، فَسَقَطَ في النار ۸ » .

1.ر . ك : غرر الحكم ، ح۸۰۷۹ ؛ تحف العقول، ص۷۹.

2.بحار الأنوار ۸۸ : ۲۵۰ .

3.في «ح» : «عهد» .

4.انظر سفينة البحار ۱: ۶۷۵، ۳: ۵۸۹ حيث فيها: «إنّ أوّل من نقل هذا الحديث هو الشيخ الجنّي» .

5.بحار الأنوار ۱۰۷ : ۱۲۳ مع تفاوت .

6.سلافة العصر : ۴۸۸ .

7.ورد في هامش بعض نسخ الخطبة هذه الملاحظةُ نثبتها بألفاظها هنا : إن كان المراد بعليّ بن بابويه والدَ الصدوق ، فالظاهر من كلمات علماء الرجال خلافه؛ لأنّ المستفاد منهم أنّه توفّي سنة تناثر النجوم ، وأنّه لم يُقتل بل مات حتفَ أنفه ، وأنّه لم يكن في الحجّ ، بل مرقده في بلدة قمَّ معروف ، وبقعته مشهورة فيها تُزار . ويحتمل أن يكون المراد غيرَه ، وأنّه أحد أهل التصوّف كما يظهر من شعره المذكور. لمحرّره محمّد هاشم الموسوي عفي عنه .

8.مجمع البحرين ۲ : ۴۹۳ (قرمط) .

9.مجمع البحرين ۱ : ۴۶۹ .

صفحه از 534