[محاورة بين السيّد الداماد والشيخ البهائي ]
وقيل : وجدت بخطٍّ (قد نقل عن خطِّ) ۱ أفضلِ متأخّري الإشراقيين السيّد الداماد وأرسله إلى جناب الشيخ البهائي :
از قرص فلك بجز جُوى بيش مخور انگشت عسل مخواه وصد نيش مخور
از لقمه الوان شهان دست بدار خون دل صد هزار درويش مخور
قال الشيخ البهائي في الجواب :
زاهد! به تو طاعت ريا ارزانى من دانم و بى دينى و بى ايمانى
كر باش چنان ميزن بزن من كافر ومن يهودى ونصرانى
وعن السيّد الداماد هذا الرباعي أيضاً :
اى سرِّ حقيقتْ اى كان سخا در مشكل اين حرف جوابى فرما
گوئى كه خدا بود ودگر هيچ نبود چون هيچ نبود پس كجا بود خدا
وعن شيخنا البهائي في الجواب :
اى صاحب مسأله تو بشنو از ما تحقيق بدان كه لا مكانست خدا
خواهى كه ترا كشف شود اين معنى جان در تن تو بگو كجا دارد جا۲
وقال السيّد الداماد نقلاً في الرسالة التي ألّفها في الآداب وأدعية الأيّام الأربعة يوم دحو الأرض ، ويوم الغدير ، ويوم المولود ، ويوم المبعث :
إنّه بعد الفراغ عن الصراط المستقيم بستّة وثلاثين سنة في قزوين في يوم من الأيّام الأربعة المذكورة على ظهر مسجد «پنجه عليّ» كنت جارياً على تعليم الزيارة للسلطان شاه عبّاس على تقديم الصلاة على الزيارة ، وبعض المعاصرين ـ المقصود به شيخنا البهائي ـ مع كمال شهرته صار معارضاً ، وقال على وجه التعجّب : كيف يكون صلاة الزيارة قبل الزيارة ، والصلاة لابدّ أن تكون مؤخّرة ، والفقير قلت ۳ في الجواب : وقع اشتباه لكم ، لو كانت الزيارة عن قرب ، فالصلاة مؤخّرة عن الزيارة ، وإن كانت عن بُعْدٍ ، فالزيارة مؤخّرة عن الصلاة ، والمجادلة والمناظرة قد طالت ، وآخرَ الأمر أُحضرت الكتب ، وبالعباراتِ الصريحةِ إلزامُ المعاصرِ المناظرِ وإسكاتُه تحصَّلَ .
ولمّا كانت المسألةُ غريبةً ودقيقةً أذكرُ بعضَ عبارات الأصحاب من باب «ليطمئنّ قلبي» لكيْلا تتطرّق الوسوسة في خاطر المتعلّمين :
قال ابن زهرة الحلبي ـ وحقّقتُ اسمَه في كتاب ضوابط الرضاع ۴ ـ في كتاب الغنية هذه العبارةَ قال : «وأمّا صلاة الزيارة للنبيّ صلى الله عليه و آله أو لأحدٍ من الأئمّة عليهم السلامفركعتان عند الرأس بعد الفراغ عن الزيارة ، فإن أراد الإنسان الزيارة لأحدهم ـ وهو مقيم في بلده ـ قدّم الصلاة ثمّ زار عَقِيبَها» ۵ .
وشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ نوّراللّه تعالى مَرْقَدَهُ ـ في كتاب مصباح المتهجّد في باب فضل يوم الجمعة روى عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «من أراد أن يزور قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقبرَ أميرالمؤمنين عليه السلاموفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم السلامفليغتسل في يوم الجمعة ويلبس ثوبين نظيفين ، ولْيخرج إلى فلاة من الأرض ، ثمّ يصلّي أربع ركعات
يقرأ فيها ما تيسّر من القرآن ، فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة ولْيقل : السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته ، إلى آخر الزيارة» . وفي رواية أُخرى «افعل ذلك على سطح دارك» .
ويستحبّ زيارة أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ عليه السلام مثل ذلك بعد أن يغتسل ويعلو سَطْحَ دارِه أوفي مفازة من الأرض ويومئ إليه بالسلام ويقول : السلام عليك يا مولاي وسيّدي ، إلى آخر ۶ .
وفي زيارة يوم عاشوراء من بعد رواية علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبيجعفر الباقر عليه السلام تَقْدِيمُ الصلاةِ وتأخيرُ (الزيارة)في المصباح مذكورٌ ۷ .
وعروة الإسلام أبو جعفر بن بابويه ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ في كتاب من لا يحضره الفقيه ذَكَرَ باب ما يقوم مَقام زيارةِ الحسين وزيارة غيره من الأئمّة عليهم السلاملِمَن لا يقدرُ على قصده لبُعْدِ المسافة ، روى ابن أبي عمير عن هشام قال ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «إذا بَعُدَت لأحدكم الشقّةُ ونأت به الدارُ فليصعد أعلى منزِلهِ ، ولْيصلّ ركعتين ، وليؤم بالسلام إلى قبورِنا ، فإنّ ذلك يصل إلينا» ۸ .
وشيخنا الشهيد محمّد بن مكّي ـ قدّس اللّه نفسه القُدسيّة ـ في كتاب الذكرى ذكر صلاة الزيارة عن قرب قبر رسول اللّه أو أميرالمؤمنين أو أحد من الأئمّة عليهم الصلاة والسلام وقال : و«هي ركعتان بعد الفراغ من الزيارة تصلّي عند الرأس» . وبعد هذا قال : «قال ابن زهرة ـ رحمه اللّه تعالى ـ : من زار وهو مقيم في بلده قدّم الصلاة ثمّ زار عقيبها» ۹ . ۱۰
1.مابين القوسين ليس في «د» .
2.اُنظر روضات الجنّات ۷ : ۶۹ .
3.كذا . والأولى : «قال» .
4.ضوابط الرضاع (كلمات المحقّقين) : ۴۰ الرسالة الأُولى .
5.الغنية (ضمن الجوامع الفقهيّة) : ۵۰۳ .
6.مصباح المتهجّد : ۲۸۹ .
7.مصباح المتهجّد : ۷۷۳ .
8.من لايحضره الفقيه ۲ : ۳۶۱ / ۱۶۱۷ ، باب مايقوم مقام زيارة الحسين عليه السلام .
9.ذكرى الشيعة ۴ : ۲۸۷ . وانظر الغنية (ضمن الجوامع الفقهيّة) : ۵۰۳ .
10.انتهى كلام الداماد في رسالته في الآداب والأدعية و رسالته هذا غير موجودة لدنيا .