رسالة في المحقّق الخوانساري - صفحه 557

[خطبة إجازته للأمير ذي الفقار]

وبعد هذا أقول : إنّه قال في خطبة إجازته لتلميذه الأمير ذي الفقار على ما في جلد إجازة البحار :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي لم يجعل ميراث الأنبياء درهما ولا دينارا ، بل جعله
أحاديث من أحاديثهم وآثارا ، وأورثهم عباده الذين اصطفاهم من بين الناس واختار ، وصيّرهم معالم في الأرض ومنارا ، وهم الذين اقتبسوا من مشكاة نبوّتهم أنوارا ، واجتهدوا في اقتفاء سيرتهم ليلاً ونهارا ، وجعلوا الاستنان بسنّتهم السنيّة شعارا ودثارا ، لم يخافوا في اتّباع طريقتهم العلّية لوما ولا عارا .
والصلاة والسلام على سيّد رسله الذي جعل لأجل وجوده السماء دوّارا والأرض قرارا ، وأرسله إلى كافّة الناس عبيدا وأحرارا ، وفضّله على جميعهم صغارا وكبارا ، وآله وأولاده المعصومين الذين ليس للملائكة المقرّبين أن يدخلوا أحدا من دون إجازتهم جنّةً ولا نارا ، ولا أن يثبتوا أعمال الخلائق بدون العرض عليهم ، أبرارا كانوا أم فجّارا ، ما أنبت الربيع غثما وبهارا ، وانضج الخريف فواكه وثمارا ، وأقلّ الصيف عيونا وأنهارا ، وأكثر الشتاء تلوّجا وأمطارا .
وهذا الخطبة مع اختصاره ليس كمثله في خطب الإجازات المرسومة في جلد الإجازات من البحار .
وقد عدّ من الشعراء ونسب إليه هذا الرباعي :
اى باد صبا ، طرب فزا مى آيىاز طرْف كدامين كف پا مى آيى
از كوى كه برخاسته اى ، راست بگوكز دور ، به چشمم آشنا مى آيى

صفحه از 558