رسالة في الصحيفة السجّاديّة - صفحه 623

[شروح الصحيفة ]

ثمّ إنّه قد تصدّى جماعة لشرح الصحيفة الشريفة ، فأوّل من شمّر عن الساق في ذلك المساق إنّما هو شيخنا البهائي ، لكن مقتضى ما ذكره المحدّث الحرّ في أمل الآمل أنّه شرح دعاء الهلال تارة ، وهو كان يُسمّى ب «الحديقة الهلاليّة» وأُخرى شرح تمام الأدعية ، وهو كان يُسمّى ب «حدائق الصالحين» ۱ .
لكن مقتضى كلام السيّد السند العليّ في فاتحة شرحه للصحيفة الشريفة أنّه لم يشرح شيخنا البهائي غير الحديقة الهلاليّة وإنْ أشار فيها إلى حدائق الصالحين قال :
ولا أعلم سابقاً سبقني إلى هذا الغرض ، والقيام بأداء هذا الحكم المفترض سوى ما حرّره جماعة من أصحابنا المتأخّرين ـ شكر اللّه سعيهم ، وأحسن يوم الجزاء رعيهم ـ من تعليقات تتضمّن حلّ بعض
ألفاظها وتفسيرَ يسيرٍ من أغراضها ، وهي لا تبرد غليلاً ولا تبرئ عليلاً ، وأمّا شرح شيخنا البهائي ـ قدّس اللّه روحه الزكيّة ـ الذي سمّاه «حدائق الصالحين» وأشار إليه في الحديقة الهلاليّة فهو مجاز لا حقيقة ؛ إذ لم تقع حدقة منه على غير تلك الحديقة ، ولعمري لو أتمّه على ذلك المنوال ، لكفى مَن بعده تجشّمَ الأهوال ۲ .
وقد حامَ السيّد السند الداماد حولَ الشرح أيضاً ، لكن ما عندي من نسخة شرحه إلى ۳ دعاء مولانا السيّد السجّاد وزين العباد في استكشاف الهموم ، عليه آلاف السلام من الحيّ القيّوم ، ما كانت الدنيا موردَ ورود الهموم والغموم .
ونَقَل شرحَها أيضاً عن المولى التقيّ المجلسي عربياً وفارسياً ، والعلاّمةِ المجلسي إلى الدعاء الرابع ، والسيّدِ السند الجزائري صغيراً وكبيراً المحدّثُ القاشاني ، وأكمل الشروح شرح السيّد السند العلي ؛ فإنّه قد بسط بساط تمام البسط ، وأتى في البيان عواليَ اللآلي ومنتقى الجُمان .

1.أمل الآمل ۱ : ۱۵۶ .

2.رياض السالكين ۱ : ۴۴ .

3.كذا . والظاهر : «إلاّ» أو «إلاّ إلى» .

صفحه از 624